سقط القناع عن الوجه العنصرى للغرب. إذا قتل الجيش الروسى مدنيين أوكرانيين، فهذه جريمة حرب، وإذا أبادت إسرائيل فلسطينيى غزة، فهو «دفاع عن النفس». جنود أوكرانيا، فى نظر بايدن «مدافعون شجعان» أما «حماس» فهى «حركة إرهابية». تبلع أمريكا الزلط لإسرائيل، وتتربص بروسيا. جون كيربى منسق الاتصالات الاستراتيجية السابق بالبيت الأبيض سهل علينا اصطياد معاييرهم المزدوجة حين قال إن أمريكا تفرّق بين الضحايا المدنيين فى قطاع غزةوأوكرانيا «لم نرَ أى دليل على أن إسرائيل تقتل عمدًا الأبرياء. قد يكون هناك أشخاص يموتون ويصابون ونحن نعترف بذلك». فيما اعتبر أن «روسيا قد تحدد عمدًا مثل هذه الأهداف بأوكرانيا»، وبهذا التبرير لم تفرض أى دولة غربية حتى اليوم عقوبة واحدة على إسرائيل، رغم الابادة الجماعية الفلسطينيين بغزة، لكن عندما استهدف الروس محطات الطاقة وشبكات المياه الأوكرانية، فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات صارمة على موسكو: حظر نفطي، وتقييد التجارة، والمعاملات المصرفية. أدّت هذه العقوبات إلى لجم الآلة الحربية الروسية فى حين أن «اللاعقوبة» لإسرائيل أطلقت العنان لتوحشها بغزة. خلال عامين قُتل 10 آلاف مدنى أوكرانى بينهم 500 طفل، بينما فى أربعة أشهر فقط، استشهد 30 ألف مدنى فلسطينى بغزة بينهم 10 آلاف طفل. النظرة العنصرية لاستعلاء الرجل الغربى «الأبيض»على الفلسطينى أو الأفغانى أو العراقى «الملون» ظهرت فى تصريح لكبير مراسلى شبكة «سى بى اس» الأمريكية حين قال إن أوكرانيا «ليست دولة- مع كل الاحترام- كالعراق أو أفغانستان، اللذين يشهدان صراعًا مستعرًا لعقود. إنها مدينة متحضرة نسبيًا وأوروبية نسبيًا ولا تتوقع فيها ذلك»، ويكمل هذه النظرة البغيضة صحفى بريطانى بقوله: «الأوكرانيون يشبهوننا فهم يشاهدون مثلنا نتفليكس ولديهم حسابات بإنستجرام ويقرأون صحفًا حرة». ولا يدرى هذا الجهول أن نسبة التعليم بين سكان غزة قبل تدميرها كانت 96.4%. قيمة البشر بإنسانيتهم لا لون بشرتهم أو حساباتهم بإنستجرام.