اليوم لن أتحدث عن طلقة قتلت طفلا أو رصاصة غادرة أنهت حياة سيدة عجوز تسير فى الشارع، لن أتحدث عن صاروخ دمر بيوتا يسكنها أبرياء، ولا تلك التى تهدم منشآت سكنية بدواع وهمية، لن أتحدث عن حرب إبادة جماعية ما زالت مستمرة رغم مرور السنوات، هنا أتكلم عن نقطة ماء وقطعة خبز لم تعد موجودة، لقد وجد العدو الصهيونى سلاحا جديدا يؤكد للعالم أنه عدو لا يعرف شيئا عن الإنسانية، يثبت أن الإنسانية الدولية قتلت منذ زمن بعيد، هل يعقل أن يسود الصمت فى العالم وهناك طفل يموت جوعا وأرض تحولت لمجاعة بفعل فاعل معلوم ومعروف للجميع، هل يعقل أن يسقط رجل عاجزا أمام صغيره الذى يموت جوعا دون رحمة؟ الأمر لا يحتاج الى شيء سوى ان تكون إنسانا، الأمر لا يحتاج لشيء سوى أن تكون عاقلا لتتفهم ما وصل اليه الأمر فى غزة، يا من تتحدثون عن حقوق الإنسان، يا من تنددون بقتل الحيوان وتعذيبه، يا كل المنظمات الدولية والحقوقية، هل حقا لم تشاهدوا النساء التى تبكى للحصول على نقطة ماء؟ هل تشاهدون هذا الطفل الصغير الذى يموت جوعا بسبب حصار لا إنسانى؟ أين أصواتكم؟ واين مبرراتكم؟ لكن سقطت أقنعتكم الكاذبة وكشفت نواياكم، ستبقى غزة بكرامتها رغم الجوع والعطش، ستبقى غزة بعزتها رغم كل ما يرتكب فى حق أهلها من جرائم، سوف تبقى غزة لتروى عن موت الإنسانية فى العالم، سوف تبقى غزة شاهدة على صمتكم غير المبرر سوى انه دعم للعدو الاسرائيلى الغاشم الذى تحول لسرطان ينهش فى جسد العالم وللأسف الجميع يجلس على مقعد المشاهد.