منذ بداية نجاحه وانطلاقه فى عالم الغناء، لم يقدم تامر حسنى نفسه للجمهور على أنه النجم الأوحد، بل أصبح مخرجًا ومكتشفًا للمواهب، يدفع بالجيل الصاعد والمواهب الجديدة من شعراء، ملحنين ومطربين فى اعماله رغبة منه فى تخفيف معاناته الشخصية ودفع الجيل الصاعد للأمام وصقلهم من خلال التعاون والخبرة. خلال ترويج أغنيتهم المشتركة «ملكة جمال الكون»، أثار تامر حسنى والشامى، حماس وإعجاب جمهور الوطن العربى بأغنية تمزج بين الدبكة والمقسوم الشرقى، واستطاعت أن تحقق انتشارًا واسعًا، حيث تجاوزت 4.5 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة، كما حصدت ملايين أخرى بعد الإطلاق الرسمى على «يوتيوب» هذا التعاون مثّل محطة جديدة فى مسيرة الشامى الفنية، خاصة مع احتضان تامر حسنى له ودعمه المباشر، ووصفه له بأنه «نجم المستقبل». بدأت قصة هذا الدمج بين الصوت المصرى والإحساس الشامى بشغف الشباب بصوت الشامى، مما خلق نظرة إبداعية واتفاقًا على مشاركة الأدوار بشكل متكامل بين الغناء، والكلمات، والتلحين. وانقسم العبء الإبداعى على الاثنين، حيث اشتركوا فى كاتب وتلحين العمل، مما منحه روح التجديد والانسجام. اقرأ أيضًا | بث مباشر.. حفل تامر حسني والشامي في مهرجان العلمين 2025 بينما تولى تامر حسنى إخراج الفيديو كليب، والذى تم تصويره فى لبنان بمحافظة الدامور، وسط أجواء صيفية نابضة بالألوان والرقص. أما جانب التوزيع الموسيقى، فقد قاده الشامى بالتعاون مع الموزّع إليان دبس، حيث نجحا معًا فى بث نكهة شرقية مميزة عبر إيقاعات الدبكة والمقسوم. قدم الشامى الأغنية باللهجة المصرية، بينما ردّ تامر حسنى ببعض الألفاظ الشامية، ما أضفى تناغمًا من نوع خاص بين لهجتين مختلفتين ضمن قالب شرقى عصرى يجمع بين الأصالة والحداثة ويمزج بين الدبكة والمقسوم بطريقة نابضة بالحياة. كيف تحول الشغف إلى أيقونة؟ هذا الدعم والانفتاح الفنى الذى يتمتع به تامر، جعله أيضًا ضمن النجوم والمواهب المفضلة للكينج محمد منير، حيث قدم دويتو مفاجئ مع الكينج بعنوان «الذوق العالى»، وهو تعاون أثار تفاعلًا واسعًا وجاء ضمن ألبومه «لينا معاد». طموح تامر الذى لا حدود له جعله يدخل مجال التعاون الدولى بمنتهى الجرأة، وشارك بمجموعة أغنيات حققت نجاح على المستوى العربى والدولى مثل أغنية مع Akon بعنوان «Bokra (2011)». دويتو مع Shaggy ب«Smile» تعاون مع Snoop Dogg فى «Si Al Sayed». منذ ظهوره الأول على الساحة الغنائية، استطاع تامر حسنى أن يثبت نفسه كأحد أكثر الفنانين العرب تفرّدًا وتأثيرًا، ليس فقط بصوته وأغانيه، بل بقدرته النادرة على مواكبة التغيّر المستمر فى الذوق الفنى وتحوّلات السوق يمتلك تامر حسنى خلطة فنية متكاملة تجمع بين الإحساس الشعبى الراقى، والذكاء الإنتاجى، والحضور المسرحى القوى، إلى جانب كاريزما خاصة جعلت جمهوره يواكبه من جيل إلى جيل وهو لا يكتفى بالغناء فقط، بل يشارك فى كتابة وتلحين أغنياته، ويخوض الإخراج أحيانًا، ما يمنحه سيطرة شاملة على صورته الفنية. ما يميّز تامر أيضًا هو مرونته العالية؛ فقد انتقل من الرومانسى إلى الشعبى، ومن الأغانى الدرامية إلى الراب والتجريب الصوتى، محافظًا دائمًا على مكانته فى القمة. كما أظهر قدرة واضحة على احتضان الجيل الجديد من المواهب، والتعاون معهم بدلًا من المنافسة، ما جعله رمزًا للفنان القائد لا النجم المنعزل. ولعلّ الأهم من كل ذلك، أن تامر يمتلك علاقة خاصة مع جمهوره، لا تقوم فقط على الأغانى، بل على التفاعل المستمر، والمفاجآت، والحضور الإنسانى، ما يجعله فنانًا لا يمل، ونجاحه ليس مجرد صدفة، بل حالة فنية مستمرة.