تفاصيل لقاء حنفي جبالي برئيس القومي لحقوق الإنسان    بعد تعديلات النواب، 7 بدائل عن الحبس الاحتياطي في الإجراءات الجنائية    انطلاق مسابقة الطالب المثالي والطالبة المثالية بجامعة أسيوط الأهلية    كرم الضيافة    أوقاف مطروح تنظم ندوة توعوية حول خطورة التنمر بجامعة مطروح    مصر تنقل خبراتها الزراعية المتميزة لدول "الأمن الغذائي الإسلامي" في شراكة لتعزيز الاستثمار والتنمية    صناعة مواد البناء تكشف حقيقة طرح رخص جديدة لمصانع الأسمنت    توقيع بروتوكول تعاون بين «أكساد» والمجلس العربي للمياه    موعد إجراء قرعة الحج السياحي لاختيار 30 ألف فائز    هدية الوداع قاسية، كيف أطلق حراس السجون الإسرائيلية سراح الأسرى الفلسطينيين؟    دينا الحسيني تكتب: «ترامب شاهد عيان».. هل تغيّر الولايات المتحدة سياستها تجاه مصر؟    وكالة الأنباء الفرنسية: الشرع سيطلب خلال زيارته موسكو تسليم بشار الأسد    أحمد الشرع من موسكو: سوريا الجديدة تعيد ربط العلاقات السياسية مع كافة الدول    وزير الدفاع الألماني: إذا اختبر بوتين حدودنا فسنرد بحزم    مباراة الأهلي ونوار البورندي في دوري ابطال أفريقيا.. الموعد وتفاصيل الجولة الأولى بقيادة ييس توروب    قبل قرعة المونديال، تعرف على ترتيب مصر المتوقع في التصنيف القادم للفيفا    العرب في قلب المونديال.. حضور قياسي غير مسبوق في كأس العالم 2026    تأجيل محاكمة 6 متهمين في خلية داعش أكتوبر    للحُكم.. حجز محاكمة صانعة المحتوى «سوزي الأردنية» لجلسة 29 أكتوبر    ضبط 4.5 طن أرز مجهول المصدر وتحرير 325 محضرًا تموينيًا في المنوفية    جهود أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة في مواجهة جرائم التهريب    ضبط أجنبية تدير نادٍ صحي غير مرخص واستغلاله في ممارسة الأعمال المنافية للآداب    النقض ترفض طعن شركة روتانا ضد شيرين عبد الوهاب    الرعاية الصحية تطلق حملة "نرعاك تسمع" لتوفير السماعات الطبية بالمجان لمنتفعي التأمين الشامل    وزير الصحة يبحث إنشاء مراكز تدريب للجراحة الروبوتية في مصر    الإغاثة الطبية بغزة: 170 ألف مواطن فلسطيني استقبلوا بمستشفيات القطاع خلال عامين    المجلس الوطني الفلسطيني يدين إعدامات غزة ويتهم حماس بتكريس الفوضى    وزارة العمل: 134 فرصة عمل جديدة بالعين السخنة    مصر والأردن يفتتحان اجتماع المجلس الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه والزراعة العرب    كشف ملابسات مقتل شخص بطلق خرطوش بالقليوبية وضبط الجناة    توقيع اتفاقية تعاون بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة K&K الإماراتية لتنفيذ دراسات مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا عبر إيطاليا    ستايل خريفي دافئ.. ألوان هتخلي بشرتك تنوّر من غير فاونديشن    تردد قناة Star TV التركية لمشاهدة المسلسلات التركية 2025    هيقولوا مخي اتلحس.. باسم يوسف: خايف من الحلقة الجاية من برنامج "كلمة أخيرة"    ياسمين علي تتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي.. لهذا السبب    أسعار وطرق حجز تذاكر حفلات مهرجان الموسيقى العربية الدورة ال 33    موتسيبي وأعضاء تنفيذية الكاف يؤكدون حضورهم مباراة السوبر الأفريقي السبت المقبل    بالصور.. وزير العمل: بدء اختبارات المُرشحين للعمل بشركة مقاولات بالإمارات على مهنة سباك    «الرعاية الصحية» تطلق حملة «نرعاك تسمع» لتوفير السماعات الطبية بالمجان لمنتفعي التأمين الشامل    وزير الثقافة: مستعدون لتنفيذ قوافل وفعاليات لأطفال غزة    مكتبة الإسكندرية تفتتح معرض الصور الفوتوغرافية "التراث الأثري الإيبروأمريكي"    قبل ما تدفع غرامة.. شوف إزاي تستعلم عن مخالفات المرور برقم العربية وانت قاعد في البيت    الهلال الأحمر المصري يدفع بأكثر من 400 شاحنة مساعدات عبر قافلة «زاد العزة» | صور    «الوزراء»: 58% من العارضين في «تراثنا» سيدات    إنجاز دولي في الرعاية الصحية.. «الإسكوا» تمنح «جهار» جائزة النجمات الذهبية    محافظ أسوان يدشن وحدة الكلى الجديدة بمستشفى كوم أمبو المركزي    موعد امتحانات نصف العام الدراسي الجديد 2025- 2026 واختبارات شهر أكتوبر    انخفاض درجات الحرارة يتسبب في ارتفاع أسعار الدواجن بالبحيرة    الإفتاء توضح حكم شراء الشقة عن طريق البنك بفائدة ثابتة    تعرف على مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء في سوهاج    محافظ أسيوط يتفقد موقع حادث سقوط تروسيكل بمصرف قناطر حواس بمنقباد    المستشار القانوني للزمالك: زيزو مديون للأبيض.. ولم نطلب التأجيل من اتحاد الكرة    متى يكون سجود السهو فى الصلاة قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح    اليوم.. المغرب يواجه فرنسا في نصف نهائى كأس العالم للشباب    الإفتاء: السير المخالف في الطرق العامة محرم شرعًا ويُحمّل صاحبه المسؤولية القانونية    مباراة بتروجت تحسم مستقبل محمد شوقي مع زد    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرأسمالية على الطريقة اليهودية| من الشتات إلى «وول ستريت».. كيف شكل اليهود تاريخ المال العالمى؟
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 07 - 2025

من الصعب أن يتعرض أى كتاب للحديث عن اليهود بشكل عام دون أن تلاحقه سهام النقد والتشكيك خاصة منا نحن العرب، حيث بيننا وبينهم تاريخ طويل من العداء يراه البعض تاريخا شائك مليئا بالقضايا المصيرية، بينما يراه البعض الآخر تاريخا عاديا لا يختلف فى تفاصيله عن علاقتنا بغير اليهود من شعوب العالم. تزداد حدة النقد لو كان الكتاب يتناول قضية علاقة اليهود بالعالم وبالمال أو بمعنى آخر التاريخ الاقتصادى للشعب اليهودي.
اقرأ أيضًا| نموهم الأبطأ بين سكان العالم.. ما هو العدد الحقيقي لليهود؟
وفى هذا الكتاب الجريء والمثير للجدل، يُبحر «د.جاك أتالى» فى أعماق علاقة اليهود بالمال، عبر مسارٍ تاريخى طويل امتد من فجر الحضارات حتى النظام المالى الحديث. إنه ليس مجرد استعراض لأحداث أو وقائع، بل محاولة لفهم ديناميكية معقدة بين الهوية والدور، بين المنفى والسلطة، وبين أخلاقيات الربح وضرورات البقاء.
ويتناول «أتالي» التحولات الكبرى التى شكّلت المشهد المالى العالمي، ويضيء بأدواته التحليلية على مساهمة اليهود فى بناء أنظمة اقتصادية، أحيانًا من قلب الهامش وأحيانًا من مركز النفوذ. لكنه لا يكتفى بالتوصيف، بل يطرح تساؤلات حادة: هل المال كان وسيلة للنجاة أم لعنة متوارثة؟ هل كان اليهود صنّاعًا للسلطة أم ضحايا لتقلباتها؟ وهل التاريخ يعيد نفسه حين يتم تجاهل فهم جذوره؟
هذه المقدمة ليست لتجميل كتاب، بل لإشعال أسئلتك الخاصة وأنت تدخله: هل تبحث عن الحقيقة؟ أم تبحث عن الرواية التى تجرّح الصمت وتستفز السائد؟
«سفر التكوين» ليس نصًا دينيًا فحسب بل وثيقة تناقش مفاهيم اقتصادية
اليهود يخالفون التوراة يُحرمون الربا على أنفسهم ويسمحون به مع الغرباء
الشعب اليهودى أدرك مبكرًا أن المال والمعرفة وسيلتان للبقاء والتأثير
العولمة ستضاعف الجاليات المهاجرة التى تذوب فى الشعوب المضيفة
طرح المؤلف، كما ورد فى كلمة مترجم الكتاب العديد من الأسئلة وتولى بنفسه الإجابة عليها مقدما فى كل حالة وجهتى نظر، إحداهما موالية والأخرى معارضة، تاركاً للقارئ حرية الاختيار، وإن بدا- والرأى للمترجم أيضا -أن «أتالي» كان يلتمس العذر لليهود فى كل مرة. يوضّح المترجم أن هدفه من تقديم هذا الكتاب هو إتاحة فرصة لفهم اليهود من الداخل، من خلال نص كُتب بأيديهم، وبمنهج تحليلى تاريخى وفكري، بعيدًا عن الشعارات والتعميمات. وذلك لأنه يفتح نافذة على العقل اليهودى عبر محور المال، الذى يُعدّ من أكثر القضايا التصاقًا بتاريخ اليهود وموقعهم فى العالم خاصة أن المؤلف يهودى فرنسى ومن أبرز المفكرين الغربيين، وكتابه لا يخلو من الصراحة والتحليل الذى يجمع بين التاريخ والدين والسياسة والاقتصاد.
اقرأ أيضًا| المؤرخ العمرانى محمد عوض :المجتمع المعمارى الآن فى «غيبوبة»
ويؤكد المترجم بأنه لا يتفق مع كثير من آراء المؤلف، خصوصًا فى تغليفه لبعض المواقف الصهيونية أو تبريره للهيمنة اليهودية بوصفها مجرد نتيجة للذكاء أو الاضطهاد لكنه يختار أن ينقل النص بأمانة، ويترك الحكم للقارئ العربى الذى يستحق أن يعرف كيف يُفكّر «الآخر». كما يدعو المترجم القارئ العربى إلى أن يقرأ هذا الكتاب كمرآة، لا ليُصدق كل ما فيه، ولكن ليفهم كيف يرى اليهود أنفسهم ودورهم فى العالم. ويؤكد أن فهم الخصم (أو الخصم المحتمل) هو الخطوة الأولى فى بناء القوة والتماسك الحضاري. كما يحذر المترجم من القراءة الانفعالية، ويدعو إلى دراسة الكتاب بوعى نقدي، دون الوقوع فى فخين، أولهما تمجيد اليهود تلقائيًا بسبب نجاحهم، وثانيهما هو شيطنتهم بالكامل دون فهم السياقات التاريخية والدينية لليهود على مر الزمان.
يبدأ «جاك أتالي» كتابه بالتساؤل الكبير الذى دفعه لكتابة هذا العمل من خلال مجموعة أسئلة منها لماذا ارتبط اليهود على مرّ التاريخ ارتباطًا وثيقًا بالمال ولماذا تم تصويرهم فى الوعى الجماعى ك «مرابين» و«أصحاب بنوك» و«سماسرة مال»؟. هل هذه صورة نمطية ظالمة فقط، أم أن لها جذورًا دينية وتاريخية واجتماعية أعمق؟..يوضّح «أتالي» أنه لا يسعى لتبرير أو إدانة هذا الارتباط، بل لفهم الظاهرة تاريخيًا ودينيًا وثقافيا وينطلق من فرضية أن المال لعب دورًا محوريًا فى تشكيل الهوية اليهوديه، وأن اليهود بدورهم لعبوا دورًا حاسمًا فى تشكيل النظام المالى العالمى ولذلك فالكتاب ليس عن اليهود فقط، بل عن العلاقة بين المال والدين والسلطة عبر التاريخ، من خلال عدسة التجربة اليهودية.
اقرأ أيضًا| توماس فريدمان: حكومة نتنياهو خطر على اليهود
ظروف تاريخية
يرى «أتالي» أن اليهود، بسبب ظروفهم التاريخية والدينية والسياسية أصبحوا شعبا لا يملك أرضًا، ولا يملك سلطة سياسية دائمة، لكنه أدرك باكرًا أن المال والمعرفة هما وسيلتا البقاء والتأثير. ولهذا، تطورت داخل الثقافة اليهودية أدوات فكرية وتنظيمية جعلتهم مؤهلين ليلعبوا أدوارًا بارزة فى الاقتصاد العالمي، خصوصًا فى المصارف والبنوك والتجارة والتأمين وشبكات التمويل العابرة للحدود. ويحرص أتالى على توضيح أن الكتاب ليس معاديًا لليهود ولا مروّجًا لنظرية المؤامرة، بل هو محاولة موضوعية لفهم لماذا نجد اليهود دائمًا فى قلب كل خطاب مالى - سواء كان إيجابيًا (نجاح، ريادة) أو سلبيًا (جشع، مؤامرة)؟ وما العلاقة بين النصوص الدينية اليهودية (التوراة، التلمود) والنظام المالى الأخلاقي-العملى الذى التزموا به؟.
يقسم «أتالي» الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الأولى هى المرحلة التأسيسية من أسفار التوراة حتى الشتات.ثم المرحلة الوسيطة من العصور الوسطى إلى التنوير. وأخيراً المرحلة الحديثة من الثورة الصناعية إلى دور اليهود فى تأسيس الرأسمالية المعولمة. ويريد «جاك أتالي» أن يوضح من خلال هذا الكتاب كيف لعب المال دورًا فى حياة اليهود وكيف ساهموا فى تطوير أدوات الاقتصاد العالمي. وما الذى يمكن أن نتعلمه اليوم من هذه العلاقة التاريخية لفهم مستقبل المال والهوية فى عالم متغير. واعتمد المؤلف فى كتابه بشكل أساسى على توراة سيدنا موسى وربط بين كل سفر من أسفارها وبين المراحل الخمس الأساسية لتاريخ اليهود الحقيقي. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة لفت الأنظار إلى أن علماء الآثار ينكرون الطرح التوراتى تماما لأنه لا يستند إلى أية آثار مادية.
الأرض والعمل
فى الباب الأول من الكتاب والذى جاء تحت عنوان سفر التكوين يستعرض المؤلف العلاقة بين اليهود والمال من خلال قصص التوراة، خاصة سفر التكوين، ليوضح كيف ساهمت العقيدة والدين اليهودى فى تشكيل نظرة اليهود إلى العمل، والثروة والربا، والتبادل التجاري. وذلك من خلال الجذور التوراتية للفكر الاقتصادى اليهودى حيث يعيد أتالى قراءة سفر التكوين، لا بوصفه نصًا دينيًا فحسب، بل بوصفه وثيقة تناقش مفاهيم اقتصادية مثل التملك، والبركة والربا والربح. ويرى أن علاقة الإنسان بشكل عام بالمال بدأت مبكرًا منذ خلق سيدنا آدم والصراع بين قابيل وهابيل، ثم قصص اثنين من الأنبياء أولى العزم من الرسل وهما نوح وإبراهيم. ثم قصة يعقوب وتنبثق منها قصة سيدنا يوسف كنموذج اقتصادى بل تعتبر أحد أقدم النماذج الاقتصادية التى تجمع بين الإدارة والتخطيط، والتجارة. وما توصل إليه بعد تفسيره لرؤيا الملك وتوصله منها لأهمية تخزين القمح مجسدا أول « اقتصادى حكومى » يتحكم بالثروة فى أوقات الأزمات.
ثم يعرج لأهمية الأرض والعمل والبركة من خلال النصوص التى تؤكد أن المال والثروة فى التصور التوراتى لهما علاقة وثيقة بالبركة الإلهية، أى أن الغنى ليس ماديًا فحسب، بل نتيجة لاختيار إلهي، وأن الأرض هى أساس الثروة، والانتقال منها أو فقدانها يحمل طابعًا عقابيًا. كما يتناول مفهوم «الشعب المختار» والعزلة الاقتصادية التى فرضها اليهود على أنفسهم وعدم تعاونهم مع الآخرين، واعتقادهم الدائم أن المال وسيلة لحماية هويتهم وتعزيز استقلالهم. ورغم ورود نصوص فى التوراة تحرم الربا بين اليهود إلا أنهم سمحوا لأنفسهم بالتعامل به مع الغرباء عنهم أى مع غير اليهود مما خلق تصورًا مزدوجًا فى التعامل الاقتصادى مع الآخر.
ومن الملاحظ هنا أن «جاك أتالي» يقدّم قراءة اقتصادية-اجتماعية للنص الديني، هذه القراءة لم تلق قبولاً عند كل الناس بل إن البعض اعتبر ذلك خروجا عن روح النصوص التوراتية لأنه يفكك المفاهيم الدينية ويُعيد تأويلها بشكل مادي. لكنه فى الوقت نفسه يُمهّد لفهم كيف تطورت النظرة اليهودية للمال عبر القرون، بدءًا من النصوص المقدسة.
التحرر الاقتصادي
ويتناول «جاك أتالى» فى الباب الثانى الذى جاء تحت عنوان سفر الخروج، مرحلة خروج اليهود الذين خرجوا من مصر مع سيدنا موسى، وكيف شكّلت هذه الرحلة نقطة تحول فى العلاقة بين اليهود والمال، من العبودية إلى تصور جديد للثروة والدين والتنظيم المجتمعي. حيث تحولوا من عبيد إلى شعب مستقل اقتصاديًا يستهدف بناء مجتمع جديد، يحتاج إلى نظام اقتصادى دينى خاص به.
مع التأكيد على أنه لم تكن الحرية السياسية فقط هى الهدف، بل أيضًا التحرر الاقتصادى وبناء كيان مستقل. مع اتباع الوصايا والتشريعات، والتى تضمنت نظمًا مالية واضحة، كان على رأسها تحريم الربا بين اليهود بشكل قاطع. وحماية الفقراء. والالتزام بالزكاة (العشور). وهو ما يعنى أن المال لم يعد مجرد وسيلة للبقاء، بل أصبح مرتبطًا بالقانون والعدالة الإلهية. لذا بدأ تأسيس جماعة يهودية منغلقة اقتصاديًا، لا تتعامل بالربا مع بنى جلدتها، لكنها تبيحه مع الغرباء. وهذه القاعدة أصبحت لاحقًا من أهم مفاتيح العلاقة بين اليهود والآخر فى المجال المالي. ثم إقرار سنة السبت واليوبيل والتى تتضمن إرساء قوانين اقتصادية تمنع تراكم الثروات إلى الأبد، وأن الأرض لا تُباع إلى الأبد.كما يتم ترك الأرض كل 7 سنوات دون زراعة ( سبت الأرض ).بينما فى سنة اليوبيل ( كل 50 سنة ) تُعاد الأملاك لأصحابها وتسقط الديون. وكان الهدف أن هذه النظم تخلق نوعًا من التوازن الاقتصادى داخل المجتمع، وتمنع الاحتكار. ثم جاءت فترة التيه الأربعينى فى الصحراء، وذلك التيه لم يكن فقط روحانيًا، بل اقتصاديًا حيث إن الاعتماد على «المنّ والسلوى» كان تجربة لتعليم الشعب الاكتفاء والاعتماد على الله. وظهر نموذج الاكتفاء الجماعى دون تراكم.
وثيقة تأسيس
وتبدو رؤية «جاك أتالي» هنا واضحة فهو يرى أن سفر الخروج لا يقدم فقط قصة تحرر ديني، بل يُعتبر وثيقة تأسيس لنظام اقتصادى خاص باليهود، قائم على العدالة داخل الجماعة، والانغلاق تجاه الغرباء، واستخدام المال كوسيلة روحية واجتماعية، لا مجرد غاية مادية. لكنه يشير أيضًا إلى الازدواجية التى بدأت تتشكل مبكرًا وتمثلت فى الرحمة داخل الجماعة، والانتهازية الاقتصادية خارجها. وتم تطوير هذه الأنظمة عندما تم تثبيت الوظائف الكهنوتية وتنظيم الحياة الاقتصادية من خلال رجال الدين (اللاويين)، والانتقال من التوجيه الإلهى المباشر إلى السلطة المؤسسية.
المعابد مراكز مالية
ويتناول الكاتب فى الباب الثالث سفر اللاوين الذى يركز على مرحلة تنظيم الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية لليهود بعد الخروج من مصر، من خلال تعليمات «سِفر اللاويين» التى تُعدّ دستورًا دينيًا واقتصاديًا تديره طبقة الكهنة (اللاويين). وأهم المحاور التى يتناولها المؤلف فى هذا الباب، اللاويون كطبقة دينية اقتصادية. واللاويون هم نسل لاوى بن يعقوب، يتم تعيينهم ككهنة مسئولين عن الطقوس الدينية، لكنهم أيضًا يصبحون المديرين الفعليين للثروة وهم لا يمتلكون أراضي، بل يعيشون على الضرائب والقرابين، مما يجعلهم يعتمدون اقتصاديًا على الشعب لكنهم يتحكمون بالسلطة الروحية. ويتناول المحور الثانى تنظيم المال وفقًا للدين، فالمال لم يعد مسألة فردية، بل خضع لتنظيم صارم تمثل فى فرض الزكاة (عُشر المحاصيل). وتقديس الأرض والموارد، ومنع الربا بين اليهود، والالتزام بسنة السبت واليوبيل. وناقش المحور الثالث الفصل بين الداخل والخارج (اقتصاديًا) وذلك من خلال تشريعات تُرسخ مبدأ الاقتصاد المغلق داخل الجماعة اليهودية وأن العدالة تعنى، الإعفاء من الديون، ودعم الفقراء داخل المجتمع. أما غير اليهود، فيجوز التعامل معهم بالربا وبشروط قاسية. ويتناول المحور الرابع المقدس والمال، حيث يتم مزج الطقوس الدينية بالوظيفة الاقتصادية. ويتم تقديم القرابين والذبائح ليس فقط لأغراض روحية، بل كمصدر دخل للكهنة، فتحولت المعابد مع الوقت وأصبحت أشبه بمراكز مالية. أما المحور الخامس فيستعرض قضية إعادة توزيع الثروة دوريًا، وذلك عبر نظام سنة السبت واليوبيل، حيث يتم تفكيك تراكم الثروة بشكل دورى لمنع ظهور طبقات غنية على حساب الفقراء. ويُعتبر هذا النظام محاولة لتحقيق عدالة دورية إلهية.
يرى جاك أتالى أن هذا الباب يُمثل اللحظة التى يتحول فيها الدين اليهودى من مجرد وحى إلى مؤسسة اقتصادية اجتماعية منظمة، تقودها طبقة كهنوتية تحتكر المال والشرعية. ويؤكد أن تلك النظم خلقت مجتمعًا شديد الانغلاق اقتصاديًا. وعقلية تعتمد على النصوص فى ضبط الثروة. وبنية قادرة على البقاء والتكيف فى الشتات لاحقًا بفضل هذا النظام الصارم.
بداية التنظيم الإداري
يتناول أتالى بعد ذلك كيف ستنتقل هذه البنية الاقتصادية الدينية من فلسطين إلى الشتات، وتبدأ بالتفاعل مع الأنظمة الاقتصادية غير اليهودية، وهو ما يشكّل محتوى الباب الرابع الذى جاء تحت عنوان سفر الإعداد ويركّز هذا الباب على مرحلة التيه فى الصحراء كما وردت فى سفر الإعداد، ويحلّل كيف أثّرت هذه التجربة فى تكوين نموذج اقتصادى متنقّل لدى اليهود، قائم على التكيّف والانغلاق، والانضباط الجماعي.وأهم المحاور التى يتناولها فى هذا الصدد التيه كتجربة اقتصادية واجتماعية، فقضاء أربعين سنة من التنقّل فى الصحراء جعلت اليهود يعتادون على العيش بلا وطن ثابت ولا اقتصاد زراعى مستقر. وهذه المرحلة زرعت فيهم مهارات التكيّف، والتنظيم المجتمعى المتنقّل، وهو ما ساعدهم لاحقًا على النجاح فى ظروف الشتات.
كما تناول فى محوره الثانى النظام الاقتصادى القائم على التوزيع المركزي، فالموارد يتم توزيعها من قبل موسى واللاويين (مثل المنّ والسلوى). ولا يوجد تكديس أو تراكم، بل تكافل جماعى خاضع للقيادة الدينية. كما تناول الباب عملية إحصاء الشعب، حيث يبدأ السفر بإحصاء دقيق للذكور القادرين على القتال والعمل. مع التأكيد على أن هذا «الإحصاء» لا يخدم غرضًا ديموغرافيًا فقط، بل يشير إلى بداية تنظيم إدارى واقتصادى للجماعة.
وتناول سفر الإعداد كذلك الاقتصاد المحمول والاعتماد على الذات، فبسبب غياب الأرض أو الملكية، تعلم اليهود اقتصاد التنقّل الخفيف، الذكي، والقائم على الحرف والمقايضة. وهذا النمط تكرر فى الشتات لاحقًا، حين تخصصوا فى المهن التى لا تتطلب ملكية أو ارتباطا بالأرض. ثم تناول قواعد الانضباط الجماعي، فالاقتصاد هنا مرتبط بالطاعة ومن يخالف يُعاقب ومن يلتزم يُبارك، مما يوضح العلاقة مباشرة بين السلوك الاقتصادى والسلوك الديني.
ويرى «جاك أتالي» أن سفر الإعداد يعكس مرحلة انتقالية حاسمة فى العقل اليهودي، من الاعتماد على الله إلى تنظيم الذات الجماعي. ومن الزراعة إلى اقتصاد متنقّل ومستقل. ومن الاندماج مع المجتمعات إلى العيش كأقلية منظمة منغلقة اقتصاديًا. ويشير إلى أن هذه المرحلة كانت المدرسة التى صاغت الذهنية الاقتصادية اليهودية فى المنفى كجماعة صغيرة مستقلة ومنضبطة.
تقنين النموذج
فى الباب الخامس (سفر التثنية)، ينتقل «أتالي» للحديث عن مرحلة تقنين هذا النموذج وتثبيته، حيث تبدأ النصوص بإرساء رؤية طويلة المدى للمال والملكية والتعامل مع الآخرين. وفى هذا الباب، يستعرض «أتالى »كيف يمثّل سفر التثنية مرحلة تثبيت التشريعات الاقتصادية والدينية التى تشكّلت خلال فترة التيه، مع التركيز على كيفية تحويل الاقتصاد إلى شريعة ثابتة، تحكم علاقة اليهود بالمال، وبالآخرين. وأهم المحاور التى يتناولها فى هذا الصدد أن القانون يُصبح أساسًا للاقتصاد، حيث يعيد سفر التثنية صياغة وتثبيت القوانين التى ظهرت فى الأسفار السابقة.
المال لم يعد مسألة ظرفية بل خاضع لشريعة واضحة ومفصّلة تُنظم عمليات الزكاة (العشور) والديون والعبيد والملكية والربا. كما يتضمن تحقيق عدالة اقتصادية داخلية، وتمييز خارجى حيث تُؤكّد الشريعة على إلغاء الديون كل سبع سنوات، وتحرير العبيد اليهود. ومنع الربا بين اليهود. ودعم الفقراء من داخل الجماعة فقط. لكن فى المقابل، تُبيح الشريعة الربا مع غير اليهود، بل وتُشجّع على استغلالهم اقتصاديًا.
كما يتناول الباب قضية المال كوسيلة طاعة، وبركة، حيث يتم ربط المال بالطاعة، فمن يلتزم بالوصايا يباركه الله بالرزق. والمال هنا ليس فقط أداة معيشية، بل علامة رضا إلهي.كما يتناول السفر الاستعداد للشتات فرغم أن السفر يُفترض أنه خطاب قبيل دخول «الأرض الموعودة»، إلا أن الكثير من تشريعاته تعكس وعيًا مبكرًا بأن اليهود قد يعيشون كأقليات متناثرة.لذا تُؤسّس القواعد لعلاقة اليهود مع «الآخر» فهى رغم كونها شراكة محدودة، لكنها تضمن لهم تفوقا اقتصاديا وأخلاقيا مستمرا.
ويتناول قضية خلق بنية اقتصادية قابلة للحفاظ فى الغربة، فالقوانين مصمّمة لتبقى صالحة حتى خارج الأرض اليهودية. ويظهر هنا لأول مرة بوضوح نموذج: «الاقتصاد داخل الجماعة بالإضافة إلى التعامل المالى المحسوب مع الغرباء».
ويشير جاك أتالى إلى أن سفر التثنية يمثّل لحظة تكوين «العقد الاقتصادى اليهودي».وذلك من خلال اقتصاد داخلى أخلاقى ومنظم. وانغلاق على الداخل، وانفتاح انتقائى على الخارج. وترسيخ فكرة أن النجاح المالى يعنى بركة إلهية، مما يمهّد لربط المال بالهوية. ويرى أن هذه المبادئ ستمكّن اليهود لاحقًا من الاحتفاظ بنظام مالى مستقل حتى فى قلب أنظمة اقتصادية غريبة أو معادية.
قبل وبعد أكتوبر
يتوقف جاك أتالى فى جزء من النص للحديث عن الوضع المعاصر نسبيًا، ويتطرّق إلى علاقة إسرائيل بالعرب قبل حرب أكتوبر وبعدها. ويشير أتالى إلى أن مصر، فى عهد جمال عبد الناصر، حاولت أن تتصدّى ل«هيمنة المال اليهودي»، عبر سياسات التأميم، ومواجهة النفوذ الإسرائيلي. ويرى أن عبد الناصر مثّل محاولة عربية لاستعادة السيطرة على الموارد والثروات، خصوصًا قناة السويس والنفط العربي.
لكن أتالى يعتبر أن نكسة 67 عزّزت موقع إسرائيل اقتصاديًا وسياسيًا، وكرّست فكرة تفوقها العسكرى والمالى فى المنطقة، بمساندة الغرب والولايات المتحدة.
ثم اختلف الوضع بعد حرب اكتوبر 1973 والتى يعترف أتالى بأنها كانت ضربة قوية للثقة الإسرائيلية، لكنها لم تُغير جذريا - من وجهة نظره - موازين القوة الاقتصادية. ويشير إلى أن الحرب دفعت الدول العربية المنتجة للنفط إلى استخدام سلاح النفط، مما أكسبهم لأول مرة أوراقًا اقتصادية على الساحة الدولية.
ويقارن أتالى ضمنيًا بين الثروة النفطية العربية والنفوذ المالى اليهودى فى الغرب. ويشير إلى أن الصراع لم يعد فقط عسكريًا أو سياسيًا، بل اقتصاديًا، بين المال العربى والمال اليهودي.
ويرى أتالى أن الرهان الحقيقى لم يكن على المعارك فقط، بل على من ينجح فى تنظيم ثروته واستخدامها للسيطرة الناعمة. ويُلمّح إلى أن إسرائيل نجحت - بفضل دعم الشتات اليهودى المالى - فى الحفاظ على تفوقها وسط بحر من الموارد العربية غير المُنظمة.
هذا الجزء يعكس توجه أتالى الدائم للربط بين الدين والتاريخ، وبين المال والسياسة، وبين الهوية والسلطة. وهو يُقدّم قراءة تكنوقراطية وباردة للأحداث، أحيانًا يتجاهل تعقيدات الشعوب ومشاعرها، ويركّز فقط على من «امتلك أدوات المال والتنظيم»، بغض النظر عن العدالة أو الاحتلال. وتحت عنوان «لا وجود لإسرائيل دون فلسطين» يرى المؤلف اليهودى الفرنسى أن السلام لا يزال بعيدًا رغم محاولات فرضه بالقوة، لأن إسرائيل تحتاج إلى وجود «فلسطين» حتى تُبرّر استمرار مشروعها القومي.
وأن هناك تشابكا ديموغرافيا حتميا يتمثل فى حوالى 10 آلاف كيلومتر مربع بين النهر والبحر يعيش فيها ملايين من اليهود والعرب. وأنه لا يمكن فصل المصيرين، لأن أى «فلسطين» ستكون ضرورية لضمان أمن إسرائيل وأن إسرائيل بحاجة إلى وجود فلسطين ليس فقط لاحتوائها أو السيطرة عليها، بل لإثبات وجودها كدولة «ديمقراطية» يهودية، ومن دون كيان فلسطينى يُمكن التفاهم معه، ستُواجه إسرائيل مأزقًا أخلاقيًا وسياسيًا عميقًا.
ويرى المؤلف أن فكرة التبادل أو السيطرة الكاملة فشلت حيث إن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأراضى المحتلة لم تُحقق أمنًا ولا اعترافًا حقيقيًا، بل عمّقت العزلة الإسرائيلية فى العالم، ويتحدث أتالى عن ضرورة أن تصبح القدس عاصمة للدولتين، وأن يتم الاعتراف المتبادل بهويتيهما. والخلاصة أن وجود إسرائيل مرهون بوجود فلسطين، ليس كخصم فقط، بل كجزء من هويتها السياسية والأخلاقية. وإن لم يتم قبول هذا الواقع، فإن البديل هو العنف المستمر والانفجار القادم.
وجهة نظر
فى هذه الفقرة، يتجاوز جاك أتالى الطرح الدينى أو العاطفي، ويُقدّم وجهة نظر استراتيجية بحتة تتمثل فى أن بقاء إسرائيل لا يتحقق بالقوة فقط، بل يحتاج إلى فلسطين قوية ومنظمة ومعترف بها كشريك، لأن غياب فلسطين يحوّل إسرائيل إلى مشروع احتلال أبدى وفاشل أخلاقيًا.
ويرى الكاتب فى النهاية أنه بصورة أو بأخرى، ستواجه كل شعوب العالم هذه الرهانات، سيكون لدى كل شعوب العالم هناك بعد بدوى رحال وحضرى مستقر فى آنٍ واحد، وجاليات مهاجرة تتراوح أهميتها.
سوف يتورط الجميع فى تلك الصورة المتنوعة للحرب. الإرهاب المتنقل الرحال لن يرحم أحدا، سيواجه الجميع ضرورة أن يميزوا أنفسهم من خلال هوية ثقافية ولغة وليس من خلال إقليم يقيمون عليه فقط،,لن يكون بإمكان أحد، إلا اذا عاش محبوسا فى جيتو، أن يكون شيئا آخر سوى بوتقة تتمازج فيها الأجناس.
على الجميع أن يردوا المعنى والمغزى الى القيم الاخلاقية والعلوم الاخلاقية لتكون حاجزا يحميهم من حماقات العالم، فتاريخ الشعب اليهودى فى علاقته مع المال والعالم ليست إلا تحذيرا طليعيا عظيم الأهمية للجميع.
إلى الآن لا تزال الطوائف المهاجرة الواعدة موجودة فى الشرق، أولًا الصينية التى يفوق عددها عدد الطوائف اليهودية بعشرين مرة، وأكثر منهم ثراء بثلاثين مرة والمهتمة مثلها تماما بالتمسك بقيم الأسرة والتعليم وبذل الجهد، والقادرة مثلها تماما على الأخذ من الآخرين مع المحافظة على هويتها فى الوقت نفسه.
ستدفع العولمة إلى مضاعفة مثل هذه الجاليات المهاجرة التى ستذوب تارة فى الشعوب التى تستضيفها، تتجدد تارة أخرى من خلال إمدادات جديدة من المهاجرين، أحيانًا بلا جذور، أحيانًا بلا دولة. سيكون العالم مكونا من هذه الموزاييك المتحركة.
لن يكون بإمكانه أن يبقى حيا إلا بأن يتقبل كما هو وبأن ينبيء الجميع ما يجب عليهم انتظاره من الآخرين وما يجب ان يقدموه لهم. على الأقل، تُعلِّمنا قصة اليهود، والعالم، والمال أن كل إنسان محتاج للآخرين حتى يستطيع النجاة بنفسه.
عن المؤلف:
جاك أتالى
ولد بالجزائر
تخرج فى المدرسة العليا بفرنسا عام 1943.
حصل على درجة الدكتوارة فى الاقتصاد.
قام بتدريس النظريات الاقتصادية فى المدرسة العليا للهندسة.
ترأس البنك الأوربى للإنشاء والتعمير فى الفترة من 1991 الى 1993.
كتب أكثر من خمسين كتابا فى الاقتصاد الرياضي.
ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة.
المترجمان:
عصام عبد ربه
عمل بالعديد من المجلات التى تصدر فى باريس ولندن ومترجما بمكتب الهجرة وكذلك بمؤسسة إكرا التى تهتم بتحسين أوضاع السجناء والمهجرين، وله العديد من الأعمال المترجمة.
تميم فتح الباب
حصل على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس ودرجة الماجستير من جامعة ستارسبورج من أعماله ترجمة كتاب «الصدام بين الشرق والغرب».
الكتاب:
«اليهود والعالم والمال».
المؤلف:
جاك أتالى
المترجمان:
عصام عبد ربه تميم فتح الباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.