بينما تعيش إسرائيل أجواءً سياسية وأمنية متوترة، تفجّرت قضيتان داخليتان في آنٍ واحد الأولى امرأة سبعينية تواجه تهماً بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والاثنية تظاهر آلاف المحتجين في شوارع تل أبيب رفضاً "للمجاعة الجماعية" التي تضرب قطاع غزة، وسط انقسام داخلي متصاعد وضغط دولي متزايد على حكومة الاحتلال الإسرائيلي. محاولة اغتيال نتنياهو اعتقلت السلطات الإسرائيلية قبل أسبوعين امرأة من وسط إسرائيل بتهمة محاولة اغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. المرأة، التي لم يُكشف عن اسمها أو عنوانها، خضعت لتحقيقات مطولة أجراها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، بعد أن عبّرت أمام نشطاء آخرين عن نيتها تفجير عبوة ناسفة تستهدف نتنياهو، كما ورد أنها حاولت الحصول على وسائل قتالية وبحثت في تفاصيل الترتيبات الأمنية المحيطة برئيس الوزراء. رغم خطورة التهم، أُطلق سراح السيدة بشروط مقيّدة، منها الابتعاد عن المؤسسات الحكومية ومقر رئيس الوزراء، بحسب تقرير هيئة البث، ومن المقرر أن تُوجّه إليها لائحة اتهام رسمية يوم الخميس بتهمتي "التآمر لتنفيذ جريمة" و"التآمر لتنفيذ عمل إرهابي". الجدير بالذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في سبتمبر الماضي اعتقال إسرائيلي آخر للاشتباه بتجنيده من قبل الاستخبارات الإيرانية لتنفيذ اغتيالات، من بينها نتنياهو. "أوقفوا المجاعة في غزة" بالتزامن مع ذلك، خرج آلاف المتظاهرين في تل أبيب إلى الشوارع، متجهين نحو مقر قيادة الجيش في منطقة كرياه، مطالبين بوقف الحرب على غزة، وإنهاء ما وصفوه ب"المجاعة المتزايدة"، وفق ما أفادت به صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". المحتجون حملوا أكياساً من الطحين وصور أطفال من غزة فارقوا الحياة نتيجة الجوع، في مشهد رمزي أثار اهتمام وسائل الإعلام. وقال ألون لي-غرين، أحد منظّمي التظاهرة، للصحيفة: "نرفع صوراً لأطفال فلسطينيين من غزة ماتوا جوعاً... ماتوا بينما تمنع إسرائيل دخول المساعدات، ونحن هنا لنطالب بوقف المجاعة". من جهتها، نفت الحكومة الإسرائيلية هذه الاتهامات، زاعمة أنها تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، بما فيها الغذاء، ولم تسجل الشرطة أية اعتقالات خلال التظاهرة، بحسب التقرير ذاته. تحذيرات أممية وجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيراً شديد اللهجة حول الأوضاع في القطاع، قائلاً إن ما يجري هناك يرقى إلى "مجاعة جماعية من صنع الإنسان". وأوضح أن شحنات الغذاء التي تصل غزة أقل بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة. وفي السياق ذاته، أكدت أكثر من 100 منظمة غير حكومية في بيان مشترك خطر تفشي "المجاعة الجماعية"، داعية إسرائيل إلى السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية. ورداً على هذه الاتهامات، قال ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إنه "لا توجد مجاعة في غزة تسببت بها إسرائيل"، متهماً حركة حماس بأنها "تفتعل الأزمة وتمنع توزيع الغذاء وتنهب المساعدات". أرقام مأساوية أفادت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع سجلت 10 وفيات جديدة خلال 24 ساعة فقط، جميعها ناتجة عن "المجاعة وسوء التغذية"، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات نتيجة الجوع إلى 111 حالة، معظمهم من الأطفال. وتعيش آلاف العائلات الفلسطينية تحت حصار خانق منذ أكثر من 21 شهراً، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بحسب تقارير أممية، مع تزايد الاتهامات بأن إسرائيل تستخدم سياسة "التجويع كسلاح حرب". كما حذّرت منظمات إنسانية من أن نقاط توزيع المساعدات المدعومة إسرائيلياً وأميركياً تحوّلت إلى ما وصفته ب"مصائد موت سادية"، نظراً لما تشهده من قصف أو اشتباكات أثناء التوزيع.