أمهات: إدمان غذائى نحاول مواجهته الوجبات السريعة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، خاصة الأطفال والشباب، فهى متوافرة فى كل زاوية، تُقدم بسرعة، وتغرى الزبائن بألوانها الزاهية وطعمها الشهى، لكن خلف هذا الإغراء، تختبئ مشكلات صحية خطيرة قد لا تظهر آثارها على المدى القريب، لكنها تترك بصمتها مع مرور الوقت.. اقرأ أيضًا| الأطعمة التي يفضلها كل برج.. الحمل يعشق «الحارة» والجدي يفضل «أكل البيت» وفى الوقت الذى يلجأ فيه الأهل إلى هذه الوجبات كحل سريع أحياناً ، أثناء التنقل أو لضيق الوقت، تظهر تساؤلات حول خطورة هذه الأطعمة على الصحة؟ وفى إطار الاحتفال باليوم العالمى للوجبات السريعة تستعرض «الأخبار» من خلال هذا التحقيق، آراء عدد من الأطفال ، وتنقل مخاوف الأمهات وتجاربهم، إلى جانب تحذيرات الأطباء وخبراء التغذية ودور أجهزة الرقابة ، لنكشف حجم المشكلة، ونسأل: هل يستحق الطعم اللذيذ هذه المخاطر الكبيرة؟ اقرأ أيضًا| أخطار اللحوم الحمراء...السرطان وأمراض القلب عند سؤال بعض الأطفال عن رأيهم فى تناول الوجبات السريعة خارج المنزل، جاءت إجاباتهم متحمسة، لكن لم تخلُ من الاعتراف بتأثيرات سلبية. إدمان غذائى تقول جنى9 سنوات ( أنا بحب أكل البرجر من بره، بحس إن طعمه أحلى من اللى فى البيت، بس ساعات بطنى بتوجعنى بعده ، ورغم تحذيرات ماما المستمرة ، فأنا للأسف ما بقدرش أقاوم، خصوصاً أن أصحابى وزملائى كلهم بيقنعونى إن ماما مكبرة الموضوع ). ويضيف يوسف 11 سنة: ( كل مرة أخرج مع بابا وماما بطلب وجبة سريعة معينة بحبها، بس لما باكل كتير منها، بحس إنى تعبان ومش قادر أتحرك، وبعد كل مرة ده بيحصل بقرر انى مش هاكل بره تانى، بس للأسف برجع تانى لأن أوقات ببقى عارف إن الأكل اللى فى البيت مش من نوعية الأكل اللى بحبه). على الجانب الآخر، تحاول الأمهات الوقوف فى وجه هذا الإدمان الغذائي، محذّراتٍ من الاعتماد المفرط على هذه الوجبات. تقول «أم مالك»: أنا ابنى بيرفض أكل البيت بسبب تعوّده على الأكل من بره، الوجبات السريعة فيها دهون ومواد حافظة، ومش ضامنين نظافتها ، وتضيف: لاحظت إن بنتى كل ما تاكل أكل جاهز، بتعانى من مغص وانتفاخ، بحاول أعمل لها نفس الأصناف فى البيت لكن بطريقة صحية. أما «أم يوسف» فقالت: الخطورة مش بس فى الأكل نفسه، لكن كمان فى تعويد الطفل على العشوائية فى الأكل، وده بيأثر على مناعته وتركيزه ورفضه التام لأكل البيت، وعدم الاستماع الى كل النصائح التى نحاول من خلالها التأكيد على أضرار التعود على هذه النوعية من الأطعمة ، بالمقارنة بالأكل الصحى النظيف فى البيت. نكهات وملونات جذابة ويحذر خبراء التغذية والطب من الاعتماد على الوجبات السريعة بشكل متكرر، لما تحتويه من نسب عالية من الدهون غير الصحية، والملح، والسكر، إضافة إلى المواد الحافظة والنكهات الصناعية، مما يجعلها سببًا رئيسيًا فى السمنة المبكرة، وأمراض القلب، والسكرى لدى الأطفال. تقول د. علية الغرابلى أستاذ التغذية والصناعات الغذائية : «نمط الحياة العصرية ونزول ربة البيت إلى العمل بجانب مسايرة الموضة، واختلاف موعد تناول الطعام لمعظم أفراد الأسرة، تسبب فى الاعتماد على الأغذية السريعة والتى يُطلق عليها علمياً (الأغذية الخاوية) وأصبحت خياراً مطروحاً بشدة لأفراد الأسرة، بجانب خصائص الوجبات الغذائية نتيجة النكهات والملونات والمواد المضافة التى تجذب الجميع لتناولها، متجاهلاً أنها مصدر للعديد من الأمراض الخطيرة . دهون مشبعة وأضافت الغرابلى : « تحتوى الوجبات الجاهزة على الدهون المُشبعة بكثرة، لأنها تعطى الوجبة نكهة مستساغة مفضلة ، وهذه الدهون المُشبعة تسبب زيادة الوزن بجانب إنها تتراكم على جدار الشرايين الداخلية مسببة تصلب الشرايين وما يتبعه من أمراض فى القلب ، وتحتوى أيضاً على كمياتٍ كبيرة من كلوريد الصوديوم مما يعمل بجانب ضيق الشرايين على ارتفاع ضغط الدم. أمراض القلب أما د. جمال شعبان أستاذ القلب فقال: «تحتوى الوجبات السريعة على كميات كبيرة من الملح، والسكر، والكوليسترول، والدهون الضارة ، فى المقابل تحتوى على نسبٍ ضئيلة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية مقارنة بالأطعمة الصحية» . وحذر شعبان من الإصابة بمرض تصلب الشرايين حيث تحتوى الوجبات السريعة على كميات عالية من الكوليسترول والملح، وهما عنصران يساهمان فى أمراض القلب ومشاكل الأوعية الدموية ،وتأثيرات سلبية على ضغط الدم . السكتة الدماغية وقال: «الإفراط فى تناول الكوليسترول يؤدى إلى تراكم الترسبات فى الشرايين أو تصلب الشرايين، ويمكن أن تؤدى هذه الحالة إلى السكتة الدماغية والنوبات القلبية والموت». وأضاف: «العديد من الوجبات السريعة والمشروبات التى يتم تناولها تحتوى على نسبة عالية من السكر، ويمكن أن يكون لاستهلاك الكثير من السكر بانتظام آثار سلبية دائمة على مستويات السكر فى الدم». وقال: إنها تحتوى على الدهون والسعرات الحرارية العالية لذا تناولها بشكل يومى له آثار خطيرة ، حيث يكتسب الجسم سعرات حرارية عالية لن يتمكن من التخلص منها بسهولة. وأشار شعبان إلى تأثير الوجبات السريعة على الذاكرة، حيث تتسبب فى تفاعلات كيميائية فى المخ تؤدى إلى ضعف الذاكرة وتزيد من خطر الإصابة بالزهايمر المبكر . ويمكن أن تزيد الأطعمة الدهنية والحلويات مستويات الأنسولين فى أجسامنا مما يعنى توقف الدماغ عن الاستجابة لهذا الهرمون ويصبح مقاومًا له. ويمكن أن يحد هذا من قدرتنا على التفكير أو التذكر . كما تلعب الوجبات السريعة دوراً كبيراً فى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب: فتناول هذه الأطعمة يؤدى إلى نقص العوامل المغذية الأساسية مثل: الأحماض الأمينية والتربتوفان، والتى يمكن أن يؤدى نقصها إلى زيادة الشعور بالاكتئاب. ولفت شعبان إلى تأثير الوجبات السريعة على الحامل حيث يجب عليها اختيار الأطعمة ذات القيمة الغذائية وتجنب الأطعمة السريعة لما لها من تأثيراتٍ سلبية على صحة الأم. نقص الفيتامينات وكشف شعبان عن أنه قد لا تشكل الوجبات السريعة الاختيار الأفضل للأطفال، حيث لا تحتوى على ما يكفى من العناصر الغذائية الأساسية لنمو صحي، كما قد تسبب لهم أضرارًا بالغة على المدى الطويل مثل: نقص الفيتامينات أ و ج، والمعادن مثل: الماغنسيوم والكالسيوم مما يسبب الإصابة بأمراض نقص وهشاشة العظام ، وكذلك تسوس الأسنان بسبب زيادة تناول السكر. كما يمكن أن تزيد خطر الإصابة بأمراض الحساسية مثل: الربو أو الأكزيما أو التهاب الأنف والإصابة بالإمساك، وأظهرت الأبحاث أن تناول الوجبات السريعة يزيد السلوك المعادى عند الأطفال. خطر شديد أما د. مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة فقال: إن الوجبات السريعة الغربية النمط تشكل خطراً كبيراً على صحة الأطفال والشباب، حيث تحتوى على عدة مكونات ضارة مثل الدهون «متحولة ومُشبعة» ترفع الكوليسترول الضار وتزيد أمراض القلب، كما يؤثر الإفراط فى تناول الملح على المناعة والحساسية لأنه يُضعف الدفاع المناعى، ويؤدى تناول كميات زائدة من الملح إلى خلل فى توازن خلايا المناعة مما يُضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويزيد من الالتهابات،ويُحفّز الاستجابات التحسسية، كما ترتبط المستويات العالية من الملح بزيادة إنتاج الأجسام المضادة المسئولة عن التفاعلات التحسسية مثل الربو، الإكزيما، وحساسية الأنف (التهاب الأنف التحسسي). كما يُعزّز الأمراض الالتهابية، ويُبالغ الملح فى تنشيط الخلايا المناعية المُسببة للالتهاب، مما يُسهم فى حدوث أمراض مناعية وتحسسية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الجلد التحسسي. ويؤثر الملح الزائد سلبًا على البكتيريا النافعة فى الأمعاء، والتى تلعب دورًا أساسيًا فى تنظيم المناعة والوقاية من الحساسية. ويرتبط الإفراط فى تناول الملح بزيادة حدة أعراض الربو والتهابات الشعب الهوائية، خاصة لدى الأطفال، ويزيد من فرط الاستجابة التحسسية فى مجرى التنفس وتعزيز الالتهاب الرئوي. كما أن الملح يُنشّط بعض الخلايا المناعية الالتهابية، مما يزيد من فرص حدوث التهابات مزمنة فى الجهاز التنفسي. وضعف المناعة ضد العدوى التنفسية. كما تحتوى الأطعمة السريعة على المواد الحافظة والملونات مثل: النترات والنتريت، وبعضها مسرطن أو يسبب فرط النشاط لدى الأطفال. رقابة صارمة من ناحية أخرى أكد ناصر ثابت وكيل أول وزارة التموين أن هناك توجيهات صارمة بضرورة تشديد الحملات الرقابية على الأسواق والمحال التجارية لمنع أى غش، والتأكد من صلاحية السلع، وكشف عن قيام مديرية التموين بالقاهرة بتشكيل غرفة عمليات وتنفيذ 22 حملة بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية الأخرى.