يشهد السودان الشقيق إحدى أكبر مآسي العصر الحديث، فيما يقف العالم متفرجًا عليه وتحديدًا ما يجري الآن في دارفور وكردفان، كأن الأمر لا يعنيه. تتراكم تقارير الأممالمتحدة، وتتزاحم البيانات الدبلوماسية للدول، لكن في الواقع لا أحد يحرك ساكنًا، في وقت تشير أحدث الإحصائيات إلى إن 450 مدنيًا قتلوا خلال أيام، بينهم 35 طفلًا، وهي أرقام تتحول إلى مجرد هوامش في سجل اللامبالاة العالمي. منذ 2023 شهد السودان واحدة من أبشع الأزمات الإنسانية، فقد وقع 40 ألف قتيل، بخلاف آلاف النازحين، وقرى بالكامل تعرضت للمحو من الوجود. ورغم ذلك، تبقى الاستجابة الدولية باهتة، كأن حياة السودانيين لا تساوي شيئًا. المفارقة المؤلمة تكمن في أن العالم يمتلك كل أدواته للتدخل، لكنه يبدو منزوع الإرادة.. قوات حفظ السلام تنتظر الأوامر، والعقوبات تبقى حبرًا على ورق، والمساعدات الإنسانية لا تصل لمَن يحتاجها.. غاب ضمير الإنسانية أمام دماء السودان التي تنزف بينما يكتفي العالم بغسل يديه! السودان لم يعد بحاجة إلى دموع المتعاطفين، بل إلى خطوات جادة على أرض الواقع، فإما أن يثبت العالم أنه لا يزال يملك شيئًا من إنسانيته، أو أن يعترف بأن حقوق الإنسان مجرد كذبة كبرى تحكمها المصالح لا المبادئ.