«برنامج الأغذية»: واحد من كل 3 فلسطينيين لا يأكل لأيام عواصم - وكالات الأنباء: بلغ الجوع وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة فى غزة، مع تأكيد الأممالمتحدة أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل، فى وقت تدخل القطاع فيه كميات شحيحة من المساعدات فى ظل القيود الإسرائيلية. وأفاد جهاز الدفاع المدنى فى غزة بأنه يرصد تزايد حالات «استشهاد الأطفال الرضع نتيجة الجوع الحاد وسوء التغذية»، مؤكدا وفاة 3 أطفال على الأقل خلال الأسبوع الماضي. وفى حديث صحفى قال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل «هذه الحالات المؤلمة لم تكن بسبب إصابات مباشرة من القصف، بل نتيجة نقص التغذية، غياب الحليب، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية». من جانبها جددت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة لإنهاء المجاعة فيه. وقالت الوكالة، عبر منصة إكس: «نتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بما فى ذلك من زملائنا». وتابعت: «فى هذه الأثناء، على مشارف غزة، تحتفظ الأونروا بكمية كافية من الغذاء المخزّن فى مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من ثلاثة أشهر». فى الوقت نفسه أوضح برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة أن قافلته التى ضمت 25 شاحنة وتمكنت من دخول شمال غزة تعرضت لحشود من المدنيين الجائعين «تعرضوا لإطلاق نار» فور عبورها نقاط التفتيش الإسرائيلية. كذلك أكد تقرير صادر عن البرنامج الأممى أن ثلث سكان غزة مجبرون على البقاء بدون طعام لعدة أيام فى مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية فى القطاع المحاصر. وجاء فى بيان لبرنامج الأغذية العالمي: «ثلث سكان قطاع غزة اضطروا للبقاء بدون طعام لعدة أيام». وأعلن برنامج الأغذية أن واحدا من كل 3 أشخاص فى قطاع غزة لا يتناول الطعام لعدة أيام متواصلة. وأضاف أن جموعا من الجياع فى قطاع غزة يتعرضون لإطلاق النار من دبابات إسرائيلية وقناصة ومدفعية. إلى ذلك، أكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس الأول، إن إسرائيل تجوِع مليون طفل فى قطاع غزة. وحذّر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة مطلع يوليو الجارى من أن سعر الدقيق أصبح أعلى ب 3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب فى أكتوبر 2023. وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذى زار مدينة غزة مطلع الشهر الجارى «الوضع هو الأسوأ الذى رأيته فى حياتي». من جهته، حذر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من أن الأمر العسكرى الإسرائيلى بالنزوح الجماعى من دير البلح يعد «ضربة قاصمة أخرى لشريان الحياة الهش أصلا فى غزة». وقدر أن بين 50 و80 ألف شخص تأثروا بأمر الإخلاء الأخير، ليصبح نحو 88% من مساحة غزة تحت أوامر الإخلاء أو ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية.. ومن جهتها أفادت وزارة الصحة فى غزة استشهاد 93 فلسطينيًا على الأقل خلال انتظارهم شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة فى شمال غزة بنيران قوات الجيش الإسرائيلى وذلك بالتزامن مع صدور أوامر إخلاء جديدة وتأكيدات أممية بأن هذه التطورات تمثل «ضربة قاصمة» للجهود الإنسانية فى ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الأساسية. وذكرت الوزارة أن عشرات أصيبوا أيضا فى الواقعة التى حدثت شمال غزة.وقال مدير مجمع الشفاء الطبي، د. محمد أبو سلمية، إن الوضع فى قطاع غزة بلغ مرحلة كارثية، مؤكدًا نفاد جميع المواد الطبية والغذائية والوقود بشكل كامل، ما أدى إلى توقف عمل المستشفيات وإغلاقها بالكامل فى مختلف أنحاء القطاع. وكانت إسرائيل بدأت فى 2 مارس الماضي، فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذى أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت الدولة العبرية دخول أى سلع حتى أواخر مايو الماضي، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.