فى لحظة استثنائية، أصبحتْ قصة حبٍ سرية حديث العالم، وصار «الإشهار» أمرا واقعا.. بالإكراه، رغم أن العاشقيْن اعتقدا أن الزحام الكثيف ستارٌ ملائم، للحظات متعة مُستقطعة، تتحرّر من سجن الجدران المُصمتة! آلاف الثنائيات احتشدوا فى الاستاد لمتابعة استعراضات الفريق الأمريكى الشهير، واختارت الكاميرا الفاضحة المدير التنفيذى للشركة العملاقة، مع مديرة الموارد البشرية فى حالة هيام، اشتعلتْ فيها المشاعر ذاتيا لدى غالبية المشاركين، لكن نار الفضيحة التهمت الاثنين وحدهما. حاول كل منهما الفرار من العدسات، بينما تضحك جارتهما بهستيريا، ولو كانت مصرية لاستحضرت المثل الشهير: «قليل البخت يلاقى العضم فى الكرشة». كثيرون تابعوا الواقعة وتداعياتها: طلاقٌ محتملٌ يُكبد المدير خسائر بملايين الدولارات، ووقف إجبارى عن العمل لشريكى الغرام، ومراجعة للكثير من القرارات، للتأكد من أنها لم تكن قرارات أتلفها الهوى. هل هى صدفة أن تقع الكاميرا على العاشقيْن؟ أم أنها معركة بين شركات أسفرت عن فخٍ مُحكم؟ الاحتمال مطروح بعد أن تراجعتْ أسهم الشركة التى يعملان فيها تلقائيا. فى عالم لا أخلاقى، يتحول الجميع إلى جلادين يُنفذون الأحكام بألسنتهم، مع أن الغالبية يمارسون غالبا الخطايا نفسها، غير أن حظهم سعيد حتى الآن، والسؤال الذى يطرح نفسه: رجل وامرأة وثالثهما جمهور ضخم، أىُّ شيطان يُمكن أن ينجح فى غوايتهما؟ هل تحول الرقص فى بلاد الحريات إلى جريمة.. حتى لو غلّفته جرعة مكثفة من الأحاسيس؟ لا أملك ردا فيما يتعلق بقيم المجتمع، غير أن الأمر يختلف على مستوى العمل، فالشكوك سرعان ما تنتاب حاملى الأسهم، حول مدى ملاءمة قرارات الطرفين لصالح العمل واستثماراته. الحقيقة المؤكدة أن التكنولوجيا أصبحت «عزولا»، يهدم اللذات ويُفرق الجماعات! وبعد أن ظلت الفضائح تختبئ فى الغرف المغلقة لسنوات طويلة، صار «اللعب بالذيل» مغامرة غير مأمونة العواقب، مع انتشار الكاميرات فى كل مكان، لهذا ينبغى على كل خائن أن يتعلم من الدروس المستفادة، ويرفع شعار :» دارى على شمعتك تقيد»!!