ماذا يمكن أن يقال عن جرائم إسرائيل وعن صمت العالم بعد هذا التقرير الذى أصدرته منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، والذى يقول للجميع إن ما تفعله إسرائيل يؤكد أنها دولة مارقة تنتهك القوانين الدولية وتمارس أبشع الجرائم النازية!! التقرير الذى أصدره برنامج الأغذية العالمى يتحدث عن واقعة محددة كان العاملون بالبرنامج الدولى شهودها وهم يحاولون توصيل بعض المواد الغذائية إلى ضحايا حرب التجويع التى تشنها إسرائيل فى غزة. يقول التقرير إنه بعد عبور معبر زيكيم الإسرائيلى إلى شمال غزة واجهت القافلة التى تضم 25 شاحنة حشودا من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على أى إمدادات غذائية. ومع اقتراب القافلة تعرض الحشد المحيط بها لإطلاق النار من الدبابات والقناصة الإسرائيليين ونيران أخرى ليسفر الحادث عن خسارة عدد لا يحصى من الأرواح وإصابة عدد أكبر بجروح خطيرة. جريمة تكررت كثيرا وحولت مراكز التوزيع الأمريكية الإسرائيلية إلى مصائد للموت. لكن الشهادة هنا لهيئة دولية والجريمة تمت فى منطقة تحت سيطرة جيش الاحتلال، والحصيلة كانت 67 شهيدا على الأقل. وهو ما يؤكد أن استهداف الجوعى الباحثين عن المساعدات هو «سياسة رسمية» لإسرائيل، كما يؤكد شهادات سابقة لجنود وضباط فى جيش العدو تؤكد أنهم يطلقون النار على حشود المنتظرين للمساعدات بناء على أوامر عليا!! يحدث ذلك بينما الأممالمتحدة تحذر من تجويع كارثى لمليونى فلسطينى فى غزة، وكل التقارير تؤكد أن الوضع وصل إلى حافة المجاعة الشاملة، بينما إسرائيل التى تنتهك كل القوانين تفرض حرب التجويع على أهل غزة وتستخدم الطعام سلاحا فى حرب الإبادة التى تشنها، وتراوغ فى التفاوض من أجل إيقاف إطلاق النار، وتغلق المعابر وتمنع دخول المساعدات وبدلا من تحمل مسئوليتها «كقوة احتلال» عن حماية المدنيين تقتلهم جوعا أو برصاص جنودها!! بسبب صمت العالم على جرائم إسرائيل تستمر العربدة الإسرائيلية وتواصل إسرائيل حرب الإبادة وحصار الجوع. وبسبب صمت العالم أصبح الطعام سلاحا فى يد النازيين الصهاينة. الأوضاع لم تعد تحتمل المزيد من الصمت. إيقاف إطلاق النار ضرورى لإنفاذ المساعدات وإيصالها لكل أهل غزة فى مواقعهم وليس فى معسكرات الاعتقال التى تخطط لها حكومة زعماء عصابات الإرهاب الإسرائيلية التى تدخل التاريخ كنسخة حديثة من «النازية» وستلقى فى النهاية نفس المصير!!