خلال عودتى من مدينة أكتوبر الصاعد عمرانها بسرعة مذهلة أمس بصحبة حفيدتىَّ فريدة وروزا محمد توفيق، وابنتى ريم، فاجأتنى فريدة بسؤال ونحن بطريق الواحات، ما هذا يا جدو، هذا البناء المرتفع جداً؟ طلبت من والدها تهدئة السرعة لأرى البناء العالى الذى يعبر طريق الواحات القاهرة، إنه أحد الجسور التى يجرى تشييدها ليعبر عليه القطار الأحدث ليربط بين البحر الأحمر (العين السخنة) بالبحر الأبيض المتوسط عند مدينة العلمين العالمية الجديدة، عبر 20 محطة، مروراً بمدن السويس الجديدة والعاصمة الإدارية وجنوب حلوان، وعبور نهر النيل، ثم مدينة حدائق أكتوبر. الجسر يصل طوله نحو 5 كيلو مترات، يمر بمنطقة غرب خط سوميد، ثم جسر آخر يضاهيه، وقد يتفوق عليه هندسياً ليعبر طريق محور 26 يوليو أعلى قطار المنوريل، بجوار جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ليشق طريقه للساحل الشمالى. وهنا تذكرت حديث المهندس أحمد أشرف قابيل، أحد عشرات المهندسين الكبار الذين يشرفون على تنفيذ أكبر الكبارى العابرة لنهر النيل، عند كفر العلوى جنوب حلوان، والذى يعد تحفة معمارية نادرة عالمياً، للقطارات والسيارات، إضافة إلى كونه معلماً سياحياً نادراً يطل على مجرى النيل فى أوسع منطقة. وبسواعد المهندسين والفنيين والعمال المصريين ينفذ هذا العمل الفريد، بطول 660 كم، وتشير معلومات وزارة النقل، إلى أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى بطول 460 كم من العين السخنة حتى العلمين، باستثناء الجسور الجارى تنفيذها، الثانية من العلمين حتى مرسى مطروح بطول 200 كم. والمخطط أن يتم تشغيل 5 قطارات بسرعة تشغيلية 200 كم/ الساعة، و24 قطاراً إقليمياً، تسير بسرعة 160 كم/الساعة، بتكلفة تنفيذ تصل نحو 9 مليارات دولار، وينفذه تحالف الشركات المصرية وشركة سيمنز العالمية.