من قلب برلين، حيث تتعانق المتاحف والجسور فى مدينة تنبض بالحياة، كنت هناك وسط أكثر من 600 شاب وشابة من مختلف جامعات مصر، جاءوا يحملون معهم حلم العلم، وأمل المستقبل، لم يكن ما رأيته معرضًا أكاديميًا تقليديًا، ولا حفلًا بروتوكوليًا، بل مصر تحكى عن نفسها.. بلغات شابة، وبقلب مفتوح. فى فعالية Connect 2025، التى نظّمتها الجامعة الألمانية بالقاهرة فى مقرها بألمانيا، أقيم المعرض المصغر للمتحف المصرى الكبير فى محطته الدولية الثانية. لم يكن ما شاهدناه مجرد عرض ترويجي، بل لحظة إنسانية نابضة، صور فوتوغرافية، أفلام قصيرة، تصميمات تفاعلية، وأصوات شباب مصرى وألمانى يتحدثون عن المتحف وسط انبهار المسؤولين والحضور الألمان والسفراء من كل دول العالم الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى للمتحف ، عبّر عن ذلك قائلا: «نحن لا نعرض الماضي... بل نبنى هرمًا رابعًا يروى تاريخًا ويهدى العالم مركزًا حضاريًا جديدًا.» أما الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، فقد تحدث للحضور بقوله: «لقد جئت من الأرض التى اخترعت أكثر من الآثار، لقد اخترعنا المعنى، من الساندويتش الذى تأكله، إلى وحدات القياس، ومن التقويم إلى العمارة التى لا تزال تتحدى الفهم... كل شيء بدأ من حيث جئنا.» الفعالية لم تكن عن المتحف وحده ،بل ضمّت ثمان فعاليات أخرى، كان أبرزها «معرض الهوية» الذى قدّم لوحات بصرية لمحافظات مصر، إلى جانب «موسوعة فلك» التى جمعها باحثون وأساتذة مصريون عن أكثر الفنانات التشكيليات تأثيرًا فى العالم العربي. اليوم، وأنا أكتب من قلب برلين، أشعر بالفخر ببلدي، وبحضارة أدركت أنها لا تُبهِر العالم بقوتها فقط، بل بإنسانيتها. وقد رأيت ذلك يحدث هنا... بكل وضوح.