ارتسمت البهجة على واجهات أربعة جداريات في طريق السادات بمدينة أسوان، ضمن مبادرة "دهب أسوان" التي نفذها زوجان جمعتهما شغفهما المشترك بالفن التشكيلي ،حيث تجسد كل لوحة شخصية من نسيج المجتمع الأسواني: الجد حارس التاريخ، الفتاة الاسوانية والتى تحمل ملامح متعددة لقبائل الجنوب، شاب ، طفلة نوبية، تبرز التنوع الثقافي والإنساني في قلب عاصمة الشباب الإفريقي ،جاء تنفيذ ذلك المشروع بالتعاون مع محافظة أسوان ضمن المشروعات التى تنفذها أسوان لخدمة السياحة الدولية. وتقول الفنانة التشكيلية مها جميل، عن مشروعها "دهب أسوان"، الذي نفذته بالشراكة مع زوجها الفنان علي عبد الفتاح، أن الهدف الأساسي من المشروع هو إعادة تعريف هوية المحافظة من خلال وجوه أهلها، وليس من خلال آثارها فقط. وأضافت مها أن المشروع مر بمراحل دقيقة من الدراسة والتحليل، حيث تم النزول إلى الشارع، والتفاعل مع الناس، وجمع صور واقتراحات من الأهالي، ثم عرضها على الجهات المختصة في المحافظة لاختيار الشخصيات المناسبة قائله "أنا مش برسم شخصيات مشهورة، ولا ناس عندهم شهرة على السوشيال ميديا ،إحنا بندور على الملامح اللي شبهنا كلنا ده الهدف الحقيقي." وتابعت: "كل شخصية في المشروع تم تصويرها بنفس الإضاءة، التعبير، علشان نوصل طاقة موحدة من الأمل والانتماء، حتى الأطفال اللي رسمناهم، حكينا لهم قصة نجاح، وطلبنا منهم يتخيلوا نفسهم في المستقبل، علشان تطلع النظره فيها طاقة حقيقية." وأضافت أن اختيار موقع الرسومات جاء باعتباره الأفضل لما عليه من الحركة السياحية العالمية الوافدة عبر مطار أسوان الدولى، خاصة أن المشروع يستهدف خدمة السياحة الدولية. وأوضحت أن أول جدارية من مشروع "دهب أسوان"، تجسد شخصية: الجد أو حارس التاريخ، رمز الحكمة والكرامة ،أما العمارة الثانية تجسّد صورة المرأة الأسوانية من خلال شخصية فتاة بسيطة تحمل ملامح متعددة لقبائل الجنوب، من النوبة إلى العبابدة مرورًا بأسوان القديمة، حيث أن الجدارية لا ترسم فتاة بعينها، بل ترسم طبقات من الذاكرة المجتمعية ، مشيرة إلى أن الفتاة التي وقع عليها الاختيار لم تكن معروفة، وأن ملامحها شبيهة بفتيات كثيرات من أسوان. تابعت الجدارية الثالثة كانت تحية صادقة لشباب المحافظة اللي بيحملوا في وجوههم أخلاق مرسومة ومحبة تلقائية لأسوان ،حيث أننى كنت أبحث عن ملامح تشبهنا، وتحديدًا ملامح تنتمي لنا جميعًا: الأخ، الابن، الحفيد ، ووجه الشاب كان يحمل جميع الصفات لافته إلى أن الناس شافوا فيه قرايبهم وأحبابهم اللي فارقوهم قائله " واحدة قالتلي 'ده نسخة من أبويا'، وعلق أخر: "فيه من هيبة الصحابة" وده من أكتر التعليقات اللي لمستني." اقرأ أيضا |محافظ أسوان يتفقد الطريق البديل للسادات وكشفت " مها" عن ملامح الجدارية الرابعة والتى لم تنتهى بعد ،والتى تجسدها طفلة صغيرة تحمل البراءة والطاقة، تطل على مشهد طبيعي يجمع النيل، جبل أبو الهوى، ستكون الطفلة من اهل النوبة، كجزء من التوازن الثقافي بين مكونات أسوان،وان الجداريات السابقة تمثل شخصيات من أسوانالمدينة، كوم أمبو، والجعافرة، فيما الرابعة تأتي لتكمل الطيف المجتمعي.