الكلام عندما يكون حقيقة وواقعا ودفاعا عن حق فإنه يكون من ذهب، والسكوت يكون من فضة؛ وذلك عكس الحكمة القائلة: إذا كان الكلام من فضة، كان السكوت من ذهب! . وفى شارع الأحداث الكروية والرياضية كلام كثير من ذهب؛ منه أنه على طريقة زيزو مع الزمالك يسير وسام ابو على مع الاهلى مع الاختلاف فى فترة التعاقد.. زيزو ساوم وضغط على الزمالك ناديه السابق بدعم ومساندة من الاهلى حتى رحل دون أن يأخذ الزمالك أى مقابل وحصل هو على كل الأموال والمميزات، وهذه جزئية لابد أن يحاسب عليها مجلس إدارة الزمالك الذى فرط فى لاعب وصلت قيمته 6 ملايين دولار، ولا يوجد مبرر فى تاريخ الكرة المصرية والعالمية يمنح مجلس الزمالك الحق فى ضياع 300 مليون جنيه مصرى وهو يكابد لوعته من أجل توفير ملاليم الجنيهات فى ظل أزمته الحالية الطاحنة منذ فترة طويلة !. وفى الاهلى يكرر وسام ابو على السيناريو؛ بعدما انقطع عن تدريبات الاهلى دون اذن، معلنا راية العصيان والتمرد وطالبا الرحيل، لأنه يرغب فى تجربة احتراف أمريكية بعدما منحه الأهلى ميزة عرض نفسه فى» فاترينة مونديال الأندية» الذى استضافته أمريكا مؤخرا. نموذج وسام أبو على هو سيناريو مكرر لنجوم كثيرين فى كرة القدم المصرية، فقد سبق أن فعل ذلك بطرق مختلفة: عبد الله السعيد، مؤمن زكريا، ومصطفى محمد، وياسر ابراهيم ،وفرجانى ساسى، واشرف بن شرقى، واحمد فتحى، ورمضان صبحى، وإمام عاشور، ومن قبلهم بفترات بعيدة رضا عبد العال واحمد الكأس وجمال عبد الحميد وحسام وإبراهيم حسن.. نجوم كثيرون نشأوا وتربوا وترعرعوا فى الاهلى ختموا حياتهم فى الزمالك والعكس صحيح.. وعلى صعيد الاحتراف فقد هرب احمد حسن كوكا من الاهلى للاحتراف فى البرتغال وهو ناشئ وسبقه فى ذلك هروب احمد حسام ميدو من الزمالك أيضا وهو ناشئ للاحتراف فى بلجيكا؛ كل هذه النماذج التى ذكرتها هى على سبيل المثال لا الحصر للتأكيد على أننا وصلنا لمرحلة خطيرة جدا فى معاملات اللاعبين مع انديتهم، وعندما ننظر فى تفاصيل الانتقالات التى تتم فى الخفاء أو العلن فإننا لا نستطيع أن نلوم اللاعبين لأنهم حولوا أنفسهم إلى سلعة رائجة لمن يدفع أكثر، لتأمين حياتهم وحياة أسرهم دون النظر إلى مصطلح «ابن النادى» الذى جارت عليه الأيام وصار مجرد شعار فى عالم الاغتراف أو الاحتراف سابقا، وعندما تنظر بعين المحلل لمشاهد نجوم كبار بعد الاعتزال اتخذوا من المقاهى أماكن للجلوس ومنهم من مات كمدا بسبب ضيق ذات اليد فإننا نلتمس لهم العذر عندما يبحثون عمَّن يدفع أكثر وهم نجوم يصلون بالملاعب. . مطلوب من إدارات الأندية بالتعاون مع اتحاد الكرة وتحت رقابة ومتابعة من الدولة المصرية متمثلة فى وزارة الشباب والرياضة تقنين علاقات الأندية مع لاعبيها والعكس بما يضمن عدم الجور على حقوق أحد لحساب آخر بما فى ذلك حق الدولة فى الضرائب والرسوم والحصول على نسب من قيمة عقود الاحتراف؛ ولو تم النظر لهذا الملف بشكل احترافى أتوقع أنه سيدر ذهبا وماسا.. هذا الملف كنز مدفون لابد أن يدار بعقول محترفة وليس بعقول مغترفة هاوية.. والى لقاء جديد.