منذ أن صدح بصوته فى أوائل الثمانينيات مرددًا «الزمان» و«اللى ضاع من عمرى»، علم عشاق الطرب فى مصر والعالم العربى أنهم على موعد مع نجم مختلف. واليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود، ما زال عمرو دياب، أو كما يُلقب ب«الهضبة»، يقف شامخًا فوق قمة الغناء العربى، لا ينافسه أحد سوى نفسه. لم يكن نجاحه صدفة، بل كان «مقدرًا» له، فقد استطاع أن يطوّع الزمن لصالحه، ويثبت أن «العمر الحقيقى» للفنان يُقاس بما يتركه من أثر، لا بعدد السنوات. ومع كل جيل جديد، يخرج الهضبة من عباءته بإطلالة أكثر شبابًا، وصوت أكثر نضجًا، وكأنه «تملى معاك». فى زمن تغيرت فيه الأذواق وتبدلت فيه الأنماط، ظل عمرو دياب «راجع» بألبوم تلو الآخر، يحمل نكهة «أحلى وأحلى»، دون أن يقع فى فخ التكرار أو يفقد «قلبه اللى عشقها»، وهى الجماهير. صوته «نور العين» التى لم تخفت، وكلماته «بحبك أنا» التى تلامس قلب كل مستمع. نجح دياب فى أن يُعيد تشكيل الأغنية العربية، ف«أماكن السهر» أصبحت عناوين لألبوماته، و«يتعلموا» أصبحت رسالة لمن يحاولون اللحاق به. لم يكن فقط «مغرم» بالموسيقى، بل كان قائدًا فى تجديدها وتطويرها، وكأنه «قمرين» يسيران فى خطّين: خط التجريب وخط الثبات. ورغم كل المتغيرات، بقى عمرو دياب هو النجم «اللى بينا عمر»، الحاضر فى وجدان الملايين، صوت الحفلات، وأيقونة الشباب. لم يعرف «ماله»، كيف يخفت، ولم يسمح للزمن أن يقول عنه «كان زمان»، بل جعله يقول «أنا غير». عمرو دياب لا يُقارن، لأنه ببساطة حالة فنية فريدة، يكتبها الجمهور مع كل صيف جديد، ويهتف لها على أنغام «وياه» كلما دق قلبه بنغمة من نغماته. من «ميال» إلى «أنا دلوقتي»، ومن «شوقنا» إلى «يا أنا يا لأ»، تظل الهضبة فى صدارة المشهد، لأنها ببساطة... لا تعرف الانحدار. هو نجم خارج حدود النجومية المتعارف عليها ودائما ما يعطي» إشارات «للنجاح بالتجريب المستمر فيما يقدمه ولو» ابتدينا» مشواره منذ البدايات ستكون دائما وأبدا القمة مزينة بحروف اسمه.