تواجه القارة الأفريقية تحديات كبيرة، تجعلها ليست على الطريق المستقر، منها النزاعات المسلحة، والهشاشة السياسية فى عدد من الدول، والفقر والبنية التحتية الضعيفة، وتغير المناخ وأزمات الغذاء، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية والتنافس على النفوذ من الدول الكبرى.. ورغم ذلك تملك أفريقيا مقومات تضعها على الطريق الصحيح، حيث تشهد نموًا سكانيًا واقتصاديًا متزايدًا، وطفرات تكنولوجية، وتكاملًا إقليميًا بين بعض الدول، وارتفاع الوعى لدى الشباب، والرغبة فى الديمقراطية. أعتقد أن أفريقيا بدأت تلمح الطريق الصحيح، فليس أمامها سوى أمرين أما أن تتجه نحو الاستقرار والتنمية، أو تعيد عصور التبعية والاضرابات.. الحل فى الإرادة السياسية واستقلال القرار وتمكين الشعوب. وفى ظل هذه التحديات التى تواجه القارة عقدت الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الإفريقى، يوم الأحد الماضى بمدينة مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، بمشاركة عدد من القادة الأفارقة، يأتى فى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى طرح فى كلمته أمام القمة رؤية مصر لوضع أفريقيًا على الطريق الصحيح.. ودورها كقوة دافعة نحو تحقيق أجندة أفريقيا 2063، مستندة إلى استراتيجية ومبادرات ملموسة تعزز التكامل القارى والتنمية المستدامة.. وذلك من خلال عدد من المبادرات التى تؤكد التزامها بدعم القارة الأفريقية، حيث تعمل مصر على تحويل الرؤى الاستراتيجية إلى واقع، مما يضع أفريقيا على الطريق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا. وفى هذا الإطار أعلنت مصر عن الانتهاء من دراسة جدوى إنشاء صندوق التنمية الأفريقى، لسد الفجوة التمويلية المتزايدة فى القارة.. ومن المتوقع أن يكون الصندوق أداة رئيسية فى حشد الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادى فى مختلف دول القارة. كما شهدت العلاقات التجارية بين مصر ودول الاتحاد الأفريقى نموًا خلال العام الماضى، حيث ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى 7٫7 مليار دولار، كما بلغ حجم التبادل التجارى 9٫8 مليار دولار. يعد هذا الاجتماع محطة مفصلية فى مسار القارة نحو تعزيز الوحدة والتكامل، ومواجهة الأزمات مع التركيز على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الطموحة، وتحقيق التنمية المستدامة.