خلال الأسبوع الماضى، صدر عن منظمة اليونيسكو خبران سعيدان لدولتين عربيتين، الخبر الأول يخص مصر، ويتعلق برفع دير أبومينا الأثرى من القائمة الحمراء للمواقع الأثرية المعرضة للخطر، والخبر الثانى يخص إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية التى نجحت فى إدراج موقع «الفاية» الأثرى على قائمة التراث العالمى، ليكون الموقع العربى الوحيد الذى نال هذا التصنيف الدولى هذا العام.. ولمن لا يعلم، فقد أدرجت منطقة دير أبومينا الأثرية فى كنج مريوط على قائمة التراث العالمى بمنظمة اليونيسكو، نظرًا لأهميتها وقيمتها التاريخية والتراثية وأيضًا الدينية، إذ إنها تمثل المحطة الثانية فى الحج المسيحى بعد مدينة القدس، ولكن للأسف الشديد قامت اليونيسكو فى 2001 بوضع الدير وملحقاته على القائمة الحمراء، بسبب المخاطر الجمة التى تعرضت لها بسبب ارتفاع المياه الجوفية، وتابعت عبر ما يقرب من ربع قرن كنت خلالها محررًا للشئون الثقافية والآثار والتراث فى «الأخبار»، محاولات الحكومات المتعاقبة لحل المشكلة ومعالجتها بأساليب علمية، أحدها كان قد أوشك أن يؤتى ثماره لتأتى أحداث يناير، لتعيد المشكلة الى نقطة البداية، ولكن فى السنوات الأخيرة أخذت الحكومة المصرية الأمر على محمل الجد، حتى توجت الجهود خلال اجتماعات الدورة ال 47 للجنة التراث العالمي، برفع الدير من القائمة الحمراء، لم يأت ذلك مجاملة لمصر، ولكنه يأتى فى الحقيقة تتويجًا للجهود التى بذلت لخفض منسوب المياه الجوفية وترميم العناصر المعمارية الأثرية، وبما يتفق مع المعايير الدولية فى مجال الحفظ والترميم من خلال تنفيذ ثلاثة مشاريع عملاقة. أما موقع «الفاية» فيكتسب أهميته الاستثنائية من الكشف عن تاريخ الوجود البشرى المبكر فى البيئات الصحراوية، ويوثق دلائل على نشاط بشرى يعود إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يجعله من أقدم الشواهد على آلية التكيف البشرى مع البيئات القاسية، ما يجعله علامة فارقة فى فهم تطور الإنسان. ويحسب ل «الفاية» أنه الموقع الصحراوى الأول الذى يوثق لحقبة العصر الحجرى المسجل فى قائمة التراث العالمي، التى تضم 1226 موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية، منها 955 موقعًا ثقافيًا، و231 موقعًا طبيعيًا، و40 موقعًا مختلطًا، موزعة على 168 دولة، فيما يبلغ عدد مواقع التراث العالمى فى الدول العربية حتى اليوم 96 موقعًا فى 18 دولة. مبروك لمصر ودولة الإمارات الشقيقة .