سنترال رمسيس العريق يحترق، نيران تتصاعد فى السماء والدخان يعانق السماء، الاتصالات جميعها توقفت والهاتف المحمول تحول لقطعة حديد لا نفع منها والسوشيال ميديا أصبحت بعيدة المنال بعد انقطاع الإنترنت، كل من كان يجلس فى محيط منطقة رمسيس عاش ساعات تعود لزمن ما قبل التكنولوجيا، لكن تبقى الحكاية لها وجوه أخرى تابعها كل من كان قريبًا من الحدث وهو خلية نحل من رجال الدفاع المدنى وقياداتها كانوا يتحركون فى كل الجهات يحاولون إخماد الحريق. ساعات طويلة كشفت للجميع عن أبطال يعيشون بين أحضان النيران لإنقاذ هذا المبنى العريق الذى تخطى عمره ال100 عام، أبطال كانوا يتحركون بكل عزيمة وشجاعة وقوة حتى لا يلتهم الحريق كل شىء، هنا لا أتحدث فقط عن هذا البطل الذى يمسك بأدواته وهذا الضابط الذى يرتدى سترته للانضمام لكتيبة الدفاع عن المبنى العتيق، لكن أتحدث عن الكل؛ لأننى رأيت كل القيادات الأمنية تتحرك فى كل مكان، التنظيم الجيد، الانتشار السريع والتحرك بكل حماسة للعمل الجماعى. هنا كان يجب الإشادة لأنهم أبطال قاموا بدورهم على أجمل دور، لكن بكل صدق أعتقد أنه قد حان الوقت أن تقدم الحكومة الدعم لقطاع الدفاع المدنى؛ لأنهم رجال يضحون بحياتهم من أجل إخماد النيران فى شوارعنا وبيوتنا ومؤسساتنا القومية والخاصة، قد حان الوقت لتزويد هذا القطاع بالإمكانيات اللازمة لتحقيق نتائج أفضل خاصة أن هناك تطورًا كبيرًا دوليًا فى استخدام التكنولوجيا وتقنيات حديثة منها الطائرات المسيَّرة وغيرها ومصر قادرة على ذلك.. حفظ الله الوطن من كل شر.