المنافسة هى عصب الرياضة ولكن كل شىء زاد عن حده انقلب لضده .. وهكذا حال المنافسة الرياضية فى مصر .. ونحن مقبلون على انطلاق موسم رياضى لا بد من وقفة مع النفس لكل من ينتمى للمنظومة الرياضية فقد تحولت أجواء التنافس إلى عداء ومكائد باستخدام السوشيال ميديا أو عبر البرامج التليفزيونية التى أصبح مضمونها استفزاز الضيف ليخرج أسوأ ما لديه لتتلقفه جماهير سريعة الاشتعال وندخل من أزمة لأخرى يتزايد معها الاحتقان بين الجماهير مثل كرة الثلج التى يتضاعف حجمها كلما تدحرجت أكثر. مصر محظوظة بوجود ناديين كبيرين مثل الأهلى والزمالك هما عنوان وواجهة للرياضة المصرية وأحد مكونات قوتها الناعمة ولكن المهاترات الإعلامية والتجاوزات على السوشيال ميديا تفقدهما الكثير من الهيبة والشعبية وهذه الهيبة تخطت الحدود لتنتشر فى القارة الافريقية والمنطقة العربية ونجحا من قبل فى تسويق هذه الشعبية والاستفادة منها ولكن فى الآونة الأخيرة. أبدع كثير ممن ينتمون للأهلى والزمالك فى تشويه الآخر وكشف نقاط ضعفه وإثبات فشله وفساده بكل الطرق فكانت النتيجة أن البساط يكاد ينسحب من تحت أقدامهم فى ظل منافسه شرسة وصناعة تتقدم بسرعة الصاروخ .. الناديان الكبيران اعتبرا أن النجاح هو إيقاع أى منهما بالآخر وليس فى تعزيز الموارد وتحقيق البطولات واستمرار تسيدهم للقارة الافريقية على الرغم أن هذه المعركة ليس فيها طرف فائز بل الكل خاسر وأكثر الخاسرين المنتخبات الوطنية والسلم الاجتماعى وزيادة الاحتقان فى وقت نسعى لحشد كل الشعب للوقوف خلف القيادة السياسية فى ظل الحروب والضغوط التى تحيط بنا من كل جانب. لو ركز كل نادٍ على نفسه و التمسك بأسباب النجاح المعروفة والابتعاد عن التلاعب بمشاعر الجماهير فسوف يجنى أضعاف ما يحلمون به ولنا فى برشلونة وريال مدريد خير مثال والخلاف بينهما يتعدى مفهوم الرياضة ورغم المنافسة الشديدة هما الأفضل تسويقيًا وفنيًا على مستوى العالم.