كتب: مرفت عمر في غرفةٍ تنبض بالموسيقى والإيقاع، حيث يختلط الجسد بالخيال والأنفاس تتراقص على نغم صاعد، اجتمع عشاق المسرح في ورشة "قوة القناع" مع المخرج والكاتب اليوناني إيفدوكيموس تسولاكيديس، ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان قسم المسرح الدولي بجامعة الإسكندرية. هناك، لم يكن القناع مجرد وجه مستعار، بل أصبح طقسًا مسرحيًا عميقًا، يقود الممثل إلى قلب روحه الحقيقية... ليغدو ممسوسًا بما يشعر، لا بما يقال. رحلة حلم وحركة واستسلام للخيال، حيث تتحول الخطوات إلى لغة، والتنفس إلى حوارٍ صامتٍ مع الذات، ليكتشف كل مشارك ما يخفيه القناع في داخله قبل أن يُخفي به وجهه عن العالم. اقرأ أيضًا : a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4629109/1/%D9%85%D8%B1%D9%81%D8%AA-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-X-%D8%B6%D8%AC%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%88" title="مرفت عمر تكتب عن "المشروع X": ضجيج الصورة وغياب الروح"مرفت عمر تكتب عن "المشروع X": ضجيج الصورة وغياب الروح وانطلقت اليوم أعمال ورشة "قوة القناع" لمدرب التمثيل والمخرج والكاتب المسرحي اليوناني إيفدوكيموس تسولاكيديس، وذلك ضمن عدد من الورش المقدمة علي هامش الدورة الثامنة عشر من مهرجان قسم المسرح الدولي للأقسام والمعاهد المتخصصة، الذي ينظمه قسم المسرح بكلية الآداب، ويقام تحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، وتحمل هذه الدورة اسم الفنان فتحي عبد الوهاب، وتقام الفعاليات خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو الجاري. بدأت الورشة بتمارين الإحماء مع المتدربين والمتدربات عن طريق التعبير الحركي بالرقص على الموسيقى التصاعدية، التي أضفت إيقاعاً مختلفاً في الغرفة وانطلق المدرب في تجربة أشبه بالحلم مع المتدربين والمتدربات، عن طريق إرشادهم نحو الاسترخاء باستخدام الجسد والمساحة والتنفس والخيال بالإستماع إلى الموسيقى والتنفس من المعدة، وهو ما يعتمد عليه الممثل كي يصبح مسترخيا ويستطيع إدارة مشاعره والتعبير عنها أثناء تأدية العرض، والجسد هو أداة الممثل ومنطلق إدراكه لروحه الحسية لا الدور الذي يلعبه. وأكد المدرب اليوناني علي أن "القناع ليس مجرد دعامة، وإنما هو الطقس الذي يساعد الممثل على استدعاء روحه حتى يصبح ممسوساً لا يلعب مجرد دور"بعد الاسترخاء، توجه المتدربون نحو اختيار الأقنعة، فاختار كل واحدا منهم قناعا، وأوصى المدرب كل متدرب باتباع ما يستشعره أثناء ارتداء قناعه وكانت كلماته "القناع يعرف ما يجب عليه فعله، فقط اتبع قناعك، وأجعله يُسيُّر الأحداث، ثق بقناعك وأجعله يقودك ويأخذ قرارك عنك، فقط اتبعه!" وتجاذب المدرب أطراف الحديث مع المتدربين والمتدربات حول ما شعروا به في نهاية التجربة، وتفاوتت تجارب المشاركين مابين الشعور بالسلطة وتملك المسرح، والشعور بالراحة، وخوض تجربة الرحلة الممتعة، وما بين الحزن والخوف والشعور بالوحدة، ومنهم من استرجع ذكريات طفولته، وقال المدرب أن مهما كان شعور الممثل فهو جيدا، والشئ السئ الوحيد هو أن يصدر الممثل حكما عما يشعر به بكونه سيئا، واختتم اليوم بمحاولة المشاركين لإيجاد ترابط بينهم البعض عن طريق تخيل كل منهم لنفسه كجزء من آلة واحدة، فبدأ أحد المشاركين بالتعبير الحركي والصوتي ثم اتبعه البقية، لاستكمال عمل الآلة. يذكر أن اللجنة العليا للمهرجان تضم نخبة من الأكاديميين والفنانين المتخصصين في مجال المسرح، وهم الدكتور هاني خميس عميد كلية الآداب والرئيس الشرفي للمهرجان، الدكتور هاني أبو الحسن، الدكتور أحمد صقر، الدكتورة منال فودة رئيس المهرجان ، الدكتور جمال ياقوت مدير المهرجان والدكتور طارق عبد المنعم.