أعلن الحوثيون، اليوم الأربعاء، مسؤوليتهم عن غرق سفينة الشحن "إترنيتي سي" في البحر الأحمر، والتي كانت في طريقها إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، وذلك عقب هجوم وقع يوم الثلاثاء أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الطاقم وفقدان 15 آخرين. وأوضح الحوثيون أن قواتهم البحرية أنقذت عددًا من أفراد الطاقم وقدمت لهم العلاج ونقلتهم إلى مكان آمن. ويُعد هذا الهجوم هو الثاني الذي ينفذه الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر منذ إعلان وقف إطلاق النار مع الولاياتالمتحدة، والأول الذي يُسفر عن وفيات منذ عام. وذكر الحوثيون في بيانهم أن السفينة "إترنيتي سي" استأنفت عملياتها قبالة ميناء إيلات "في انتهاك واضح للحظر"، ما دفعهم لتنفيذ الهجوم. وتحمل السفينة علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، وكان على متنها 22 فردًا من الطاقم، بينهم 21 فلبينيًا وروسي واحد، إضافة إلى ثلاثة حراس أمن مسلحين من جنسيات هندية ويونانية. نُفذ الهجوم باستخدام طائرات مسيّرة محمّلة بالقنابل وقوارب صغيرة، فيما ردّ حراس الأمن بإطلاق النار. وتُظهر الإحصاءات أن عدد البحارة الذين قتلوا في هجمات الحوثيين على السفن منذ بدء هذه العمليات في نوفمبر 2023 بلغ ثمانية قتلى، آخرهم في يونيو 2024. وسبق هذا الهجوم بساعات إعلان الحوثيين عن مهاجمة سفينة شحن أخرى، هي "ماجيك سيز"، التي ترفع علم ليبيريا أيضًا وتديرها شركة يونانية، حيث استُهدفت يوم الأحد على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب مدينة الحديدة. وأكد الحوثيون أن السفينة غرقت نتيجة الهجوم. ونشر الحوثيون في وقت لاحق مقطع فيديو يوثق الهجوم على السفينة، ويظهر لقطات لانفجار عنيف، وتسلل مسلحين إلى برج القيادة بعد انسحاب الطاقم، قبل أن تُظهر اللقطات غرق السفينة. وتأتي هذه الهجمات بعد هدوء نسبي دام قرابة شهرين عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو، وقف العملية العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، بدعوى أن الجماعة "لا تريد القتال". وأشارت التقارير حينها إلى موافقة الحوثيين على وقف الهجمات ضد السفن الأمريكية فقط، غير أنهم أوقفوا عمليًا جميع العمليات، حتى الهجمات الأخيرة التي قد تشير إلى تغيير في الموقف.