اعتبارًا من اليوم، ولمدة أسبوعين، يفتح معرض الإسكندرية الدولى للكتاب أبوابه لاستقبال زوار دورته العشرين من سكان الثغر، والمحافظات المجاورة، استطاع المعرض خلال عقدين من عمره، أن يحجز لنفسه مساحة لا يستهان بها على أجندة المعارض المحلية والعربية. تغلب المعرض هذا العام على محدودية المساحة، وتمدد خارج حدود مكتبة الإسكندرية، حيث سيتم تقديم الأنشطة والفعاليات بالتوازى فى «بيت السنارى» الأثرى فى السيدة زينب بقلب القاهرة، وفى «قصر خديجة» فى حلوان، وكلاهما يتبعان المكتبة. كما اتخذت دورة هذا العام، المفكر المغربى الراحل محمد بن عيسى شخصية العام الثقافية، لتؤكد بالفعل أن مكتبة الإسكندرية تمثل «نافذة مصر على العالم ونافذة العالم على مصر»، وتؤكد أيضًا قدرة المكتبة على التأثير فى محيطها العربى والإقليمى، ولمن لا يعرف ف «بن عيسى» كان وزيرًا للثقافة والخارجية فى المملكة المغربية الشقيقة وسفيرها فى واشنطن، وصاحب ومبتكر «منتدى أصيلة»، أحد أهم وأقدم المنتديات الثقافية العربية، وقبل هذا وذاك فالراحل كان عاشقًا لمصر قدر عشقه لوطنه المغرب، وكان يدين لها ولمثقفيها ومفكريها، بل وسياسييها، بكثير من الفضل، وظل يحتفظ بعلاقات صداقة وطيدة مع رموزها حتى لقى ربه مطلع العام الجارى، وكانت آخر زيارة له لمصر إلى مكتبة الإسكندرية مشاركًا فى اجتماع مجلس أمنائها الأخير. يتميز معرض الإسكندرية هذا العام بزخم من الفعاليات والأنشطة الثقافية (215 فعالية، بمشاركة 800 متحدث ومحاضر) تستهدف جميع الشرائح العمرية، ومختلف الاهتمامات، بداية من الطفل الذى تم تخصيص جناح خاص به وبكتبه عبر 15 دار نشر، وانتهاء بأحدث الإصدارات فى شتى المعارف والعلوم والآداب، ويمكن لأية أسرة أن تقضى يومًا، وربما أيامًا فى المعرض وحضور مثلًا ورش عن الجديد فى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تفاصيل الحياة اليومية، وورش لإعداد ممثل، وحضور ندوة بمشاركة كبار الكتاب والمفكرين والمثقفين، ورموز الرواية والشعر والمسرح فى مصر والعالم العربى، وهم يتحدثون عن أحدث أعمالهم، ويستمتعون بالأعمال النقدية لها، ولأول مرة يتم تقديم نشاط «مقرأ خانة» يتم فيه انتقاء كتاب ما، ويقوم عدد من محبى القراءة، بقراءة صفحات منه بالتتابع، على أن يكون هناك من يدير المقرأة. فى معارض الكتاب ترى وجه مصر الناصع.