لقى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا ترحيبا شديدا فى الأوساط السياسى الأمريكية حيث يعيد القرار الذى جاء بعد ستة أسابيع من لقاء الرئيس ترامب بالرئيس السورى أحمد الشرع، رسم خريطة العلاقات السياسية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، كما يعيد رسم خريطة التوازنات الجيوسياسية فى المنطقة. وأعلنت إدارة ترامب أن الغرض من رفع العقوبات، هو مساعدة الحكومة السورية الجديدة على الاستقرار بعد الحرب الأهلية التى أطاحت بنظام بشار الأسد. اقرأ أيضًا | البيت الأبيض: أيام قليلة ويقترب موعد حسم تطبيق التعريفات الجمركية على السيارات لكن القرار فتح الباب أمام تساؤلات حول الضغوط التى يمكن أن تمارسها إدارة الرئيس ترامب لدفع دمشق إلى إبرام اتفاقات أمنية مع تل أبيب، يتبعها توقيع اتفاقية تطبيع بين البلدين فى إطار «اتفاقات إبراهيم» التى يعتبرها ترامب أبرز إنجازات ولايته الأولى، ويريد توسيع هذه الاتفاقات استغلالاً لتراجع النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وأعلن البيت الأبيض أن إنهاء العقوبات على سوريا هو محاولة لتعزيز ودعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام، وأن القرار يستثنى العقوبات المفروضة على نظام الأسد ومنتهكى حقوق الإنسان وتجار الأسلحة الكيميائية وداعش والجماعات التابعة لها ووكلاء إيران. وقال مسئول أمريكى إن إدارة ترامب مستعدة للمساعدة للتوسط فى اتفاق إسرائيلى سوري، لكن التفاصيل -بما فى ذلك ترسيم الحدود ومستقبل مرتفعات الجولان- ستترك للبلدين. وعن أهدف ترامب من رفع العقوبات عن سوريا يرى البعض أن ترامب يدعم بقراره علاقته بتركيا والسعودية وأن دعم سوريا يشكل أهمية كبيرة للدولتين. كما يرى بعض المحللين أن هناك فرصة للسير قدما فى ملف التطبيع منذ سقوط نظام بشار الأسد الذى كان متحالفا مع إيران. وأن السبب فى اتخاذ إدارة ترامب لهذه القرارات يعود لضغوط من دول الخليج التى تتوق إلى مساعدة حكومة الرئيس الشرع على تعزيز سيطرتها. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، أن الولاياتالمتحدة تدرس حاليا تعليق قانون قيصر بالكامل، وأن هذه الإجراءات تعكس رؤية الرئيس ترامب لبناء علاقة جديدة بين الولاياتالمتحدةوسوريا مستقرة وموحدة وتنعم بالسلام مع جيرانها. وكان الرئيس ترامب التقى الرئيس السورى أحمد الشرع فى الرياض، منتصف مايو الماضي، وبمشاركة الرئيس التركى رجب طيب إردوغان فى اللقاء عبر الهاتف. وفى هذا اللقاء الذى يعد الأول من نوعه بين زعيمى الولاياتالمتحدةوسوريا منذ أكثر من 25 عامًا، أعلن الرئيس ترامب استعداده لرفع كل العقوبات عن سوريا لتشجيع السلام والازدهار فى سوريا. وتخطط إدارة الرئيس ترامب لتشجيع سوريا على المضى قدمًا فى اتفاق من شأنه إرساء علاقات رسمية بين سوريا وإسرائيل رغم التاريخ الطويل من العداء بين البلدين لأكثر من خمسة عقود. وأشار موقع «أكسيوس» إلى أن إدارة ترامب تجرى محادثات تمهيدية مع كلٍّ من إسرائيل وسوريا بشأن اتفاقية محتملة بين البلدين، وهو ما أثار التكهنات حول الإغراءات التى يقدمها الرئيس ترامب لحكومة الشرع برفع العقوبات للمضى قدمًا فى المحادثات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاقات أمنية جديدة. ونقل الموقع عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجرى مباحثات تمهيدية لإبرام اتفاق أمنى محتمل بين إسرائيل وسوريا. وتسعى إسرائيل للحصول على ضمانات تؤدى إلى اتفاق سلام، حيث أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى غزة- قد أبلغ توماس باراك مبعوث الرئيس ترامب إلى سوريا اهتمامه بالتفاوض على اتفاقية أمنية جديدة مع الحكومة السورية، بوساطة أمريكية، تشمل مجموعة من الاتفاقيات، منها تحديث اتفاق فك الاشتباك الذى تم توقيعه عام 1974 وتنتهى باتفاق لتطبيع العلاقات. إلا أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، صرح بأن إسرائيل منفتحة على اتفاق مع سوريا، لكنه شدد على أن مرتفعات الجولان ستبقى جزءًا من إسرائيل بموجب أى اتفاق يتم التوصل إليه فى المستقبل. وقد اعترف ترامب خلال ولايته الأولى بولاية إسرائيل على هضبة الجولان.