ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، نقلا عن مسئولين إسرائيليين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، باهتمامه بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، بوساطة الولاياتالمتحدة. وصرّح مسئول إسرائيلي رفيع المستوى، بأن نتنياهو مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية مُحدّثة والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل، وفقا للموقع الأمريكي. وكانت حكومة نتنياهو قلقة للغاية بشأن الحكومة السورية الجديدة، وضغطت على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها. - تحول في سياسة إسرائيل تجاه سوريا وصُدم الإسرائيليون عندما التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع الشهر الماضي في السعودية وأعلن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق. وعلى الرغم من مخاوفهم بشأن الشرع، يرى المسئولون الإسرائيليون أيضًا في الظروف المتغيرة - لا سيما مع خروج إيران وحزب الله من سوريا - فرصةً لتحقيق انفراجة، وفقا لأكسيوس. كما أدى التحول الأمريكي الجذري تجاه الحكومة السورية الجديدة، إلى تحول تدريجي في السياسة الإسرائيلية، بحسب الموقع. وصرح مسئولان إسرائيليان، بأن حكومة نتنياهو بدأت بالتواصل مع حكومة الشرع، بدايةً بشكل غير مباشر من خلال تبادل الرسائل عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في دول ثالثة. وأجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بنتنياهو ومسئولين كبار آخرين. واصطحب الإسرائيليون باراك إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وجبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي سيطرت عليه إسرائيل بعد انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد. - زيارة حاسمة لدمشق وقبل أسبوع، كان باراك في دمشق، حيث التقى الشرع وأعاد فتح مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية. ووصف باراك خلال وجوده في دمشق الصراع بين سوريا وإسرائيل بأنه "مشكلة قابلة للحل"، وشدد على أن على البلدين "البدء باتفاقية عدم اعتداء فحسب". وصرح مسئول إسرائيلي بأن باراك عندما التقى بنتنياهو الأسبوع الماضي، أبلغه رئيس الوزراء الإسرائيلي برغبته في استغلال زخم اجتماع ترامب والشرع لبدء مفاوضات بوساطة أمريكية مع سوريا. وأوضح مسئول إسرائيلي كبير أن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءًا باتفاقية أمنية مُحدثة تستند إلى اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاءً باتفاقية سلام بين البلدين. ويعتقد نتنياهو أن طموح الشرع لبناء علاقات وثيقة مع إدارة ترامب يُتيح فرصة دبلوماسية. وقال المسئول: "نريد أن نسعى للمضي قدمًا نحو التطبيع مع سوريا في أقرب وقت ممكن". - الشرع منفتح على اتفاقيات جديدة ووفقًا للمسئول الإسرائيلي، أبلغ باراك الإسرائيليين أن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع تل أبيب. ورفض المبعوث الأمريكي وكذلك مكتب نتنياهو التعليق على هذا التقرير. وبعد زيارته لإسرائيل، سافر باراك إلى واشنطن وأطلع ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو على التطورات. وكتب على موقع "إكس": "أؤكد لكم أن رؤية الرئيس، وتنفيذ الوزير لها، ليست مُفعمة بالأمل فحسب، بل قابلة للتحقيق". بدوره، قال مسئول أمريكي إن الإسرائيليين عرضوا على باراك "خطوطهم الحمراء" بشأن سوريا المتمثلة في "لا قواعد عسكرية تركية في البلاد، ولا وجود متجدد لإيران وحزب الله، ونزع السلاح من جنوبسوريا". وقال مسئول إسرائيلي إن الإسرائيليين أبلغوا باراك أنهم سيحتفظون بقواتهم في سوريا حتى يتم توقيع اتفاقية جديدة تتضمن نزع السلاح من جنوبسوريا. وأضاف المسئول أنه في اتفاقية حدودية مستقبلية جديدة مع سوريا، تريد إسرائيل إضافة قوات أمريكية إلى قوة الأممالمتحدة التي كانت متمركزة سابقًا على الحدود. - مرتفعات الجولان السورية "نقطة فاصلة" وستكون مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، إحدى علامات الاستفهام الكبيرة في أي محادثات سلام إسرائيلية سورية مستقبلية. ويعتقد المسئولون الإسرائيليون أن الحكومة السورية الجديدة ستطرح قضية مرتفعات الجولان في أي محادثات سلام مستقبلية، لكنها قد تكون أكثر مرونة بشأنها من نظام الأسد، وفقا لأكسيوس.