نترقب تحديد موعد جديد لافتتاح المتحف المصرى الكبير بعد تأجيل افتتاحه لوقت لاحق.. ورب ضارة نافعة، من الممكن نستفيد من هذا التأجيل لتحقيق المزيد من الدعاية لهذا الحدث الكبير والمهم. الاهتمام العالمى بالمتحف الكبير ومقتنياته والشغف بالحضارة المصرية فى جميع أرجاء العالم منقطع النظير، وهذا الشغف وراء الملايين الذين يزورون مصر سنويًا من أجل رؤية آثار هذه الحضارة العظيمة. ولكن على المستوى المحلى فهناك تقصير شعبى فى معرفة الحضارة المصرية القديمة، ومما لاشك فيه أن فكر جماعة الإخوان الذى سيطر لفترة طويلة وتَسَلَّل لمنابر التعليم حتى جاءت ثورة 30 يونيه لتبدأ فى إزالة آثار هذا الفكر الذى كان يلقى بسمومه فى عقول الشباب والبُسطاء من أفراد الشعب بأفكار مغلوطة وافتراءات عن الحضارة المصرية القديمة كان هدفهم سلخ المصريين من هويتهم الحضارية التى تميزهم وانتمائهم لمصر، ومن هنا يسهل التأثير عليهم وصبغهم بفكرهم المضلل الذى يعادى كل ما له علاقة بالوطن الذى يصفونه بحفنة من التراب. إن مصر تحتاج فى الوقت الحالى أكثر من أى وقت مضى أن يتمسك أبناؤها بهويتهم الوطنية وحضاراتهم الممتدة من العصر القديم للعصر الحديث. الادعاءات والأكاذيب التى تُطال هذه الحضارة كثيرة ومستمرة حتى اللحظة بأشكال متعددة، وآخرها أكاذيب الافروسنتريك ولن يحمى هذه الحضارة سوى المصريين أحفاد صانعى الحضارة القديمة ولابد ان يروها بعيون الإنصاف وهى مهمة فى ثلاثة اتجاهات تبدأ بالتعليم وبالذات فى المرحلة الابتدائية، فلا يعقل أن الطالب الصغير فى معظم دول العالم يُتاح له دراسة علم المصريات ونظيره المصرى الذى يعيش على أرضها لا يدرسه، وهؤلاء الأطفال هم حُراس الحضارة المصرية.. ثم نتجه لقصور الثقافة المنتشرة بطول البلاد وعرضها ومن أهم أدوارها ترسيخ الهوية الوطنية والحضارية المصرية، وأخيرًا الإعلام وهو حجر الزواية فى وصول الحضارة المصرية لعقول وقلوب المصريين جميعًا.