للمرة الثالثة منذ عودته للسلطة من 6 أشهر، يستقبل الرئيس ترامب، هذا الشهر رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، فى امتياز لم يحظ به مسئول من قبل.. وقد رَوَّج الإعلام للزيارة على أنها بداية انفراجة للحرب فى غزة، حيث استبقها تصريحات باتت مألوفة حول نفاد صبر ترامب من استمرار الحرب، ونيته الضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار والقبول بهُدنة يتم خلالها تبادل الأسرى.. والحقيقة أن تكرار التصريحات المتفائلة حول قُرب التوصل لاتفاق، والطريقة التى وَظَّف بها ترامب تصريحاته الإعلامية فى خطة التضليل التى استبقت الضربات للمنشآت النووية الإيرانية، عندما قال إنه يحتاج أسبوعين لتحديد موقفه ومنح الفرصة لحل دبلوماسى، لتنطلق الضربات بعد 48 ساعة، يثير شكوكًا مشروعة حول ما تحمله هذه الزيارة فى طياتها، خاصة أنه فى كل زيارة سبقتها تلقى نتنياهو جوائز وهدايا كبرى.. ففى زيارته الأولى، فبراير الماضى، منحه ترامب شرف أن يكون أول مسئول أجنبى يلتقيه فى البيت الأبيض بعد عودته للحكم، وألغى عقوبات فرضها بايدن على المستوطنين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، كما أمر بشحن أسلحة لإسرائيل احتجزها بايدن، أما الجائزة الكبرى فكانت طرح ترامب للمرة الأولى فكرة تهجير سكان غزة وتحويل القطاع «لريفيرا الشرق الأوسط» وفى الزيارة الثانية فى أبريل، منحه الضوء الأخضر لتنفيذ حلمه بضرب إيران إذا ما استنفدت مُهلة ال 60 يومًا التى كان قد منحها لها للتفاوض حول برنامجها النووى لتنطلق الضربة فى اليوم 61. وأغلب الظن أن تكون هدية ترامب فى هذه الزيارة ضم الضفة وإحياء ملفات التطبيع المُجمدة مع بعض الدول العربية حيث سيطرحها كحوافز لإسرائيل مقابل القبول بصفقة تنهى الحرب وتمنح ترامب فرصة لتحقيق حلمه بالفوز بنوبل للسلام تيمنًا بسلفيه كارتر وأوباما اللذين كان الشرق الأوسط سبيلهما للفوز بالجائزة.