في تطور مهم يمكن أن يؤثر على ميزان القوى العسكرية عالمياً، أكد البنتاجون أنه يقوم بمراجعة شاملة لصادرات الأسلحة الأمريكية إلى الحلفاء حول العالم، وذلك وسط تنامي المخاوف من تراجع مخزونات الذخائر الحيوية. هذه المراجعة تأتي في أعقاب الاستنزاف الكبير للمخزون الأمريكي من الصواريخ الدفاعية المضادة للطائرات، خاصة بعد الاستخدام المكثف لهذه الأسلحة في دعم أوكرانيا وحماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية. كشفت صحيفة "ذا جارديان" أن البيت الأبيض أكد تحديد تسليم الأسلحة لأوكرانيا بهدف "وضع المصالح الأمريكية أولاً" في أعقاب مراجعة وزارة الدفاع للدعم العسكري الأمريكي للدول الأخرى حول العالم، وتشمل هذه الأسلحة الذخائر الهجومية عالية الدقة مثل صواريخ "هايمارس" بعيدة المدى وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، بالإضافة إلى صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات والضرورية لحماية المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة من الهجمات الصاروخية الروسية. أعرب المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل عن أن المراجعة الجارية قد تؤثر على دول أخرى غير أوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول الذخائر المحتجزة. وقال بارنيل خلال إحاطة صحفية: "يتم إجراء مراجعة للقدرات لضمان توافق المساعدات العسكرية الأمريكية مع أولوياتنا الدفاعية، ولن نقدم أي تحديثات حول كميات أو أنواع محددة من الذخائر المقدمة لأوكرانيا". اقرأ أيضًا: البنتاجون: استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ردود الفعل الأوكرانية ومخاوف تعزيز الموقف الروسي حذرت كييف من أن توقف الشحنات من الولاياتالمتحدة سيضعف قدرتها على الدفاع ضد الضربات الجوية المتزايدة والتقدم في ساحة المعركة، وبحسب ما نقلته "ذا جارديان"، استدعت أوكرانيا المبعوث الأمريكي بالوكالة في كييف لتأكيد أهمية استمرار المساعدة العسكرية من واشنطن، محذرة من أن أي انقطاع سيشجع روسيا في حربها. أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية أن "الجانب الأوكراني شدد على أن أي تأخير أو تلكؤ في دعم قدرات الدفاع الأوكرانية سيشجع المعتدي على مواصلة الحرب والإرهاب بدلاً من السعي للسلام." التحول الإستراتيجي نحو المواجهة مع الصين تشير التقارير إلى أن المراجعة تجري تحت إشراف وكيل وزارة الدفاع للسياسة إلبريدج كولبي، الذي يقود مجموعة من مفكري السياسة الخارجية الذين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة يجب أن تعيد توجيه مواردها من أوروبا والشرق الأوسط نحو مواجهة التهديد الصيني، هؤلاء المسمون ب"أصحاب الأولويات" لديهم حلفاء أقوياء في الحزب الجمهوري، بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي كان منتقداً بارزاً للمساعدات الأمريكيةلأوكرانيا. وأوضح بارنيل أن "لفترة طويلة، أربع سنوات تحت إدارة بايدن، كنا نوزع الأسلحة والذخائر دون التفكير حقاً في عدد ما لدينا، أعتقد أن هذا الرئيس انتُخب على أساس وضع هذا البلد أولاً والدفاع عن الوطن، ثم تقترن ذلك بالتحول نحو المحيط الهندي والهادئ." تأثيرات إقليمية وعالمية محتملة وفقاً لتقرير "ذا جارديان"، فإن المراجعة قد تؤثر على إسرائيل التي تشتري 68% من أسلحتها المستوردة من الولاياتالمتحدة، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الالتزامات الأمريكية تجاه حلفائها في المنطقة. جاءت هذه المراجعة جزئياً نتيجة استنزاف المئات من صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية التي استُخدمت لحماية المدن الإسرائيلية من القصف الإيراني خلال الحرب الأخيرة. رغم التأكيدات الأمريكية بأن "جيشنا لديه كل ما يحتاجه لتنفيذ أي مهمة في أي مكان وفي أي وقت حول العالم"، تشير هذه التطورات إلى تحول جذري في الاستراتيجية الأمريكية قد يعيد تشكيل التحالفات الدولية والتوازنات الإقليمية في السنوات المقبلة.