كشفت دراسة علمية حديثة للهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، عن مؤشرات واعدة لوجود الذهب فى منطقة جبل أبو كريهش بالصحراء الشرقية المصرية، وذلك من خلال دمج تقنيات الاستشعار عن بُعد والتحليل الجيوكيميائى لتحديد المناطق التى قد تحتوى على ترسبات معدنية ثمينة. اعتمد الباحثون فى دراستهم المنشورة بدورية « ساينتفك ريبورتيز»على صور الأقمار الصناعية متعددة الأطياف من قمرى «لاندسات 9 « و «أستر»، إلى جانب بيانات إشعاعية وخرائط جيولوجية ميدانية، لتحديد ما يُعرف ب «مناطق التحول الحراري، وهى تغيرات فى الصخور تحدث عادة نتيجة تسرب سوائل ساخنة غنية بالمعادن مثل الذهب.. وأظهرت نتائج المعالجة الرقمية، وجود مناطق تحول حرارى من الأنواع الطينية والفلّية والبروبيليتية، وهى أنواع غالبا ما تكون مرتبطة بترسيب الذهب، كما تم رصد معادن مثل الكاولينيت، الكالسيت، الكلوريت، والسيريسيت، إضافة إلى أكاسيد الحديد، وهى مؤشرات قوية على نشاط حرارى معدنى سابق فى المنطقة. وفى خطوة معززة للنتائج، قام الفريق بجمع عينات صخرية من هذه المناطق لفحصها تحت المجهر الإلكترونى الماسح، والمفاجأة كانت فى وجود الذهب فى جميع العينات العشر، بتركيزات تتراوح بين 0.23 و0.83 جرام لكل 50 جراما من مسحوق الصخور. ويقول الفريق البحثى فى دراستهم إن هذه النتائج «تؤكد أن جبل أبو كريهش يمتلك خصائص جيولوجية مميزة تجعله من المناطق الواعدة لاستكشاف الذهب، فالتنوع الصخرى ووجود تصدعات جيولوجية مثل حواف الليستوانيت والاتصالات الزاحفة يعززان هذا الاحتمال.» ويوضحون أن المنطقة المدروسة تتكون من صخور بركانية متحولة وصخور دوكان البركانية، إضافة إلى صخور فوق المافية مثل السربنتين والتالك كربونات، وصخور نارية مثل الجابرو والجرانيت، ويُعد هذا التنوع الجيولوجى عاملا مساعدا فى تكوين وتراكم المعادن. تأتى هذه الدراسة فى وقت تشهد فيه مصر اهتماما متزايدا بتنمية ثرواتها المعدنية، خاصة فى الصحراء الشرقية التى تُعد من أغنى مناطق البلاد بالذهب والمعادن الثمينة. وتُعد نتائج هذا البحث خطوة مهمة نحو توجيه عمليات التنقيب المستقبلية بشكل أكثر دقة وفاعلية.