يحتفل العالم الإسلامي في هذه الأيام بالهجرة النبوية الكبرى لنبي الإسلام محمد .. والهجرة إلى المدينة تعتبر ثالث الهجرات التي حولت مسار الدعوى الإسلامية فالهجرة الأولى كانت إلى الحبشة والثانية للطائف.. أما الهجرة الكبرى إلى المدينة فكانت بعد ثلاثة عشر عاما من تاريخ نزول الوحى واستغرقت مسيرة 9 أيام من مكة إلى المدينة. وكان الله قد أذن لنبيه الكريم بمغادرة مكة فى قوله تعالى بسورة الإسراء «رب ادخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا «صدق الله العظيم.. ونجا النبى من مؤامرة الاغتيال المكية وغادر داره إلى غار ثور برفقة صاحبه أبى بكر الصديق رضى الله عنه ولما علمت قريش طاردته ولكن الله نجاه وقصة الهجرة ومسارها كبيرة وكثيره الأحداث والعبر. هجرة الرسول من مكة إلى المدينةالمنورة من اهم الأحداث فى السيرة النبوية فقد تعرض المسلمون للاضطهاد والتعذيب من قبل قبيلة قريش لدعوتهم إلى الإسلام ورفض الوثنية.. ومن هنا فكر وسعى الرسول لإيجاد مكان آمن يمكن للمسلمين ممارسة دينهم فيه دون خوف بعد أن أصبحت مكة مكانا غير آمن له وللمسلمين، وكان البديل هو المدينةالمنورة، التى كانت تُعرف بيثرب فى ذاك الوقت والتى أصبحت ملاذًا للمسلمين بعد أن بايع أهلها الإسلام. - فى عام 622 م، حدثت الهجرة. والتى تُعتبر هى البداية لتأسيس المجتمع الإسلامى الجديد القائم على مبادئ الإسلام وتطبيق العدالة والحرية كما ظهر جليا التضامن بكل صوره عندما رحب أهل المدينة بالوافدين من مكة واقتسموا معهم مساكنهم وطعامهم. ولم تتوقف منح الهجرة عند هذا الحد بل إنها علمت المسلمين أهمية الصبر والتحمل فى مواجهة الاضطهاد والابتلاءات وتُعد من الأحداث المحورية فى التاريخ الإسلامي،...فاللهم ثبتنا على ديننا والحمد لله على نعمه الإسلام وكل عام وحضراتكم بخير.