المواجهة الساخنة وغير المسبوقة بين إيران وإسرائيل والتى استمرت نحو 12 يوما قدمت دروسا جيدة لمختلف الجيوش فى المنطقة والعالم، ولفتت الانتباه لسباق تسلح متصاعد بين دول المنطقة، يعتمد بشكل أساسى على تطوير الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي، وقدرات الصواريخ الباليستية والفرط صوتية.. فقد استخدم الطرفان فى هذه الحرب أسلحة وتكتيكات جديدة، حيث أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية، بعضها ذات قدرات عالية على تجاوز طبقات عديدة من المنظومات الدفاعية، وذات قدرات تدميرية كبيرة، كما استخدامت نحو 1000 طائرة مسيرة، فيما ردت إسرائيل باستراتيجية مكشوفة عبر ضرب البنى التحتية الصاروخية الإيرانية وقواعد عسكرية ومطارات ومفاعلات نووية، كشفت قدرات متواضعة لمنظومات الدفاع الجوى الإيرانية فى صد الهجمات كشف مدى حاجة طهران لتطوير منظومات الدفاع الجوى الخاصة بها. وكان سلاح إيران الأكثر فعالية هو مخزونها من الصواريخ الباليستية عالية السرعة، والتى نجحت فى ضرب مواقع ومنشآت حساسة وإيقاع دمار فى مناطق مختلفة من الكيان رغم منظومات الدفاع الجوى الأحدث فى العالم. وان اسرائيل حسب جريدة الجارديان تفاجأت بقدرة صواريخ طهران على المراوغة وضرب العديد من الأهداف يوميا بنجاح. ويستغرق تصنيع الصواريخ الدفاعية المتطورة وقتاً طويلاً، وهى مشكلة تكشفت منذ فترةٍ طويلة فى أوكرانيا، حيث تواصل روسيا إطلاق صواريخ أكثر مما تملكه كييف من دفاعات جوية. كشفت هذه الحرب طبقا للخبراء أن أفضل منظومات الدفاع الجوى فى العالم تفشل أمام صواريخ باليستية إيرانية محلية الصنع وان هناك سباق تسلح تكنولوجى حاليًا فى مجال الطائرات المسيرة، ترك بصمته فى النزاعات الأخيرة فى إيران وإسرائيل وروسياوأوكرانيا. كما ان هناك حاجة لامتلاك أسلحة ونظم تسليح دفاعية متطورة وفعالة نوعا وكما. وكذلك امتلاك صواريخ باليستية بعيدة المدى (فوق 1500 كيلو متر). المتوقع ان تستخلص دول الشرق الأوسط دروسا من هذه الحروب وتكتشف نقاط ضعفها، حيث يرى الخبراء أن أنظمة الدفاع الجوى ستلعب دورا رئيسيا فى الحروب القادمة، وان جميع الدول ستحرص على إعادة تقييم أنظمتها الدفاعية وامتلاك الأحدث منها القادرة على حماية مصالحها والسعى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى على الأقل من حيث التكنولوجيا، وزيادة القدرات بما يتناسب مع حجم التهديد.