عندما تولى البرازيلى ميكالى المدير الفنى السابق للمنتخب الأوليمبى المهمة كان حريصاً على أن تكون اللقطة الأولى فى محاضرة التعارف بينه وبين أبناء جيله الأوليمبي.. وكلهم الآن نجوم سوبر ستارز للمثال لا الحصر : أحمد كوكا وحسام عبد المجيد وعمر فايد ومحمود صابر ومحمد شحاته ومحمود جهاد.. وأحمد عيد وإبراهيم عادل وأسامة فيصل.. وغيرهم ممن ساهموا فى الإنجاز التاريخى .. كان البرازيلى الداهية حريصاً كل الحرص على أن يفتح البروجيكتور وكأنه ستارة مسرح وخلفها صورة لثلاث ميداليات أوليمبية : الذهب والفضة والبرونز قائلاً بابتسامته الملائكية الراقية ؛ هذا هو حلمنا الذى من أجله يتم تجهيزكم وأتمنى أن يكون ذهباً مشيراً إلى أنه قادم من أجل تحقيق الميدالية الذهبية .. لم يكن العبد لله الذى شُرف بالتواجد ضمن كتيبة ميكالى مدركاً فى هذه اللحظة الى البعد الاستراتيجى من هذه اللقطة التى افتتح بها المدرب البرازيلى حواره مع أبناء الجيل الأوليمبى 2024 فى ذلك التوقيت.. وقلت لنفسى الرجل يعرّف اللاعبين بالهدف قبل أن يعرّفهم بنفسه ؛ وأظن أن كل اللاعبين وأفراد الجهاز الفنى انتابهم نفس الشعور خاصة وأن تحقيق ميدالية أوليمبية يحتاج إلى جهد وتنظيم وتخطيط مُضاعف.. ويمر بمراحل وبمنعطفاتٍ تحتاج إلى صفاتٍ إرادية من النوع الخاص ؛ كان ميكالى مؤمناً بحلمه واثقاً منذ الوهلة الأولى ومع مرور المنتخب من مرحلة التصفيات الأوليمبية ثم بلوغ النهائى الإفريقى وحجز تذكرة التأهل للنهائيات أصبحنا جميعا « جهازاً ولاعبين « مؤمنين بالحلم الأوليمبى وإمكانية تحقيقه ؛ ولكن كان الكثيرون من الأوساط المحيطة لا يصدقون حديث العبد لله عندما كنت أفضفض ببعض المشاعر التى تشير إلى إمكانية تحقيقه حتى إن شريف العريان سكرتير اللجنة الأوليمبية السابق عندما التقى ميكالى بحضور محمود حرب المدير الإدارى الكفاءة تحضيراً لخوض النهائيات الأوليمبية ضحك بسخرية عندما أجابه ميكالى بأنه ذاهب الى باريس لإحراز الذهب الأوليمبي.. ولولا براعة د.أشرف صبحى وزير الرياضة والشباب المحترف والناجح جداً لتسببت سخرية العريان فى أزمة كبيرة مع المدرب البرازيلى، الذى كان لديه قناعات مطلقة فى إمكانات د.أشرف صبحى العقلية والخططية .. وفى رحى الأوليمبياد أبدع جيل ميكالى وتصدر مجموعته على حساب إسبانيا سيدة العالم كروياً.. وأوزبكستان المنتخب المكتظ بالنجوم والذى تكلف تجهيزه ملايين الدولارات ثم أسقط منتخب الفراعنة أسطورة باراجواى قاهرة البرازيل والأرجنتين.. وكاد أن يفعلها أمام الديوك الفرنسية بعدما ظل متقدماً بهدف حتى الدقيقة 82 .. ولكن الحظ كان بالمرصاد فتبدلت النتيجة من نصر إلى هزيمة .. وأنهى هذا الجيل البطولة رابعاً وهو مركز يعادل ميدالية أوليمبية خاصة وأن مصر لم تحققه منذ 60 عاماً .. والكل يتذكر المشاعر السابقة لمواجهة فرنسا ترشح مصر إلى النهائى والتف المصريون الذين صدقوا حلم ميكالى الذى استهل به المهمة بأننا نستطيع .. ولو دعمت مصر صفوف منتخبها الأوليمبى باللاعبين الكبار الذين طلبهم ميكالى قبل البطولة وهم : محمد صلاح وإمام عاشور ومحمد عبد المنعم لأحرز الفراعنة الذهب الأوليمبى بسهولة .. وهذا لم يكن رأى العبد لله ولكنه كان رأى كل الأوساط التى كانت غير متقبلة لفكرة أننا نستطيع.. نستنتج من الرحلة أن ميكالى وثق فى حلمه وأجبرنا كمساعدين له على تصديق حلمه .. ومؤخراً جعل كل المصريين يصدقون حلمه ولكن الحظ عانده فى المحطة الأخيرة .. ويكفى أن مدرب إسبانيا قال عقب خسارتنا من فرنسا : لا أصدق أن البطل المُحتمل فارق الأولمبياد ..قصة النجاح هذه لابد أن يستفيد منها المنتخبات والأهلى والزمالك وبيراميدز .. وكل الأندية المصرية التى تشارك فى المناسبات الكبرى مثل: الأوليمبياد والمونديال والبطولات القارية .. بداية النجاح أن يكون لك حلم تصدقه وتعمل له باجتهادٍ واحترافية حتى تجبر المحيطين على تصديقه .. صدق حلمك.