عواصم - وكالات الأنباء: فى أعقاب حرب استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل بدعم أمريكى، أعلنت خلالها تل أبيب وواشنطن عن «تدمير كامل» للبرنامج النووى الإيرانى، بدأت تتكشف ملامح معركة جديدة تتعلق بتقييم نتائج تلك الحرب ومدى فاعليتها فى كبح طموحات طهران النووية.. ففى تصريحات متتالية، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الضربات التى شنتها قواته على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية، أعادت البرنامج النووى الإيرانى «عقودًا» إلى الوراء، واصفًا العملية ب «المثالية» و«الخالية من العيوب»، وأن «ملايين الأطنان من الصخور تنهار فوق المنشآت، ولا أحد يستطيع دخولها». وحذر ترامب فى قمة «الناتو» بلاهاى: «إذا أعادت إيران بناء برنامجها النووى، فستواجه ضربة جديدة»، مشددًا على أن بلاده أنهت «مهمتها» ولن تعود للمشاركة العسكرية ما لم تخرق الهدنة، فى إشارة واضحة إلى رغبته بالتحول نحو المسار الدبلوماسى. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو إن الرئيس دونالد ترامب يعتبر «تغيير النظام فى طهران أمرًا محتملًا» إذا واصل قادتها نفس السياسات، فى إشارة إلى تصاعد الضغط الأمريكى بعد نهاية الحرب. ورغم تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأن البرنامج النووى الإيرانى قد «دمر تمامًا»، كشفت تسريبات استخباراتية أمريكية عن تقديرات أقل تفاؤلاً أن منشأة فوردو أغلقت مداخلها إثر القصف، لكن المنشأة المدفونة فى عمق الجبل لم تدمر، وأن أجهزة الطرد المركزى معظمها لم يتعرض للتلف الكامل، وأنه تم نقل مخزون اليورانيوم المخصب مسبقًا إلى مواقع بديلة، ما جعل الضربات أقل تأثيرًا. وأثارت هذه التسريبات أزمة داخلية فى واشنطن، إذ وصف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التسريب ب «الخيانة»، مؤكدًا أن «فوردو دمرت بقنابل خارقة للتحصينات، وأصفهان سويت بالأرض»، مضيفًا أن استعادة البرنامج النووى «ستستغرق سنوات». ورغم ترحيب نتنياهو ب «انتصار تاريخى»، كشف الإعلام الإسرائيلى أن الحرب توقفت بضغط أمريكى مكثف. وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، فقد وبخ ترامب نتنياهو هاتفيًا بعد أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار وواصلت غاراتها، ما اضطر تل أبيب لتقليص الهجمات لتصبح رمزية. فى المقابل، أكدت طهران استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع تمسكها ب «حقوقها المشروعة» فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، إلا أن البرلمان الإيرانى صوت بالأغلبية لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا مديرها رافائيل جروسى ب «التجسس»، ومطالبًا بمقاضاته دوليًا. فى خضم الجدل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن آلية التفتيش «معطلة»، مشيرة إلى أن المعلومات المتاحة لا تسمح بتقييم فعلى لحجم الدمار، وسط دعوات دولية لإعادة المفتشين. وردًا على تعليق التعاون، قال جروسى: «لا يمكن للمجتمع الدولى أن يقبل انقطاع عمليات التفتيش.. هذا غير مقبول».