ثرثرة نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط يذكرنى بأوهام رجل أراد تغيير العالم وعمره 20 عاما وحين لم يتحقق هذا الوهم ،انتقل للتفكير فى تغيير دولته واستمرت أمانيه بالتدهور وصولا فقط لتغيير قريته ثم تضاءلت خيالاته حتى وصلت - وهو فى السبعين- لمجرد تغيير منزله. أما نتنياهو حين حاول تغيير منزله بعد فشل أوهامه بتغيير المنطقة اكتشف أنه منزل مغتصب من الفلسطينيين. فكيف يأتى اليوم ويزعم تغيير الشرق الأوسط فى الوقت الذى عجز فيه طوال ما يقرب من عامين من العدوان على غزة عن تحرير أسراه لدى حماس. وقبل أن يفكر فى اللعب بجغرافيا المنطقة، عليه أن يفكر «على قده» ويركز لإنقاذ نفسه من مصير السجن دوليا: بمقتضى مذكرة الاعتقال التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحبسه إذا حل ب 125 دولة موقعة على اتفاقية المحكمة. وداخليا: بتهم الرشوة والفساد. أوهام القوة صورت لنتنياهو أن اغتيال بعض القيادات الفلسطينية واللبنانية والإيرانية( إسماعيل هنية وصالح العرورى ومحمد الضيف ويحيى السنوار وشقيقه وحسن نصر الله ورئيس الأركان الإيرانى ورئيس الحرس الثورى) هو خطوة لإعادة رسم خريطة المنطقة. ونسى أنه بعد استشهاد معظم هذه القيادات فإن التراتبية القيادية استخلفت جيلا جديدا من القادة ولم تتأثر غزة أو إيران بغياب هؤلاء القادة، باستثناء حزب الله الذى ضعف كثيرا باغتيال حسن نصر الله أما الانهيار الدراماتيكى لنظام بشار الأسد فليس لإسرائيل أى دخل به. اللعب فى الجغرافيا ليس أمرا هينا، وهو أكبر من إمكانات نتنياهو. فلم يستطع جورج بوش الابن بكل جبروته ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس وصقور المحافظين الجدد تنفيذ هذه الرؤية فى الألفية الجديدة وكانت أمريكا وقتها فى عنفوان قوتها .ومنذ اتفاق سايكس بيكو عام 1916، لم يحدث تغيير لخريطة المنطقة إلا مرتين : الأولى بالإعلان المشئوم عن إقامة إسرائيل والثانية بتقسيم السودان لدولتين. والآن فإن هلاوس نتنياهو تصور له ضلالات شيطانية مستحيلة. احمى سماءك المغتصبة من صواريخ إيران أولا وتعالى بعد كدة ثرثر.