المنيا: حمد الترهونى ومن الإدمان ما قتل، هذه الجملة تلخص النهاية الحتمية لكل مدمن، أن يلقيه الإدمان على طريق الدم، فيقتل أقرب الناس إليه، طمعًا في أي مال يساعده في شراء ما يتعاطاه، حتى لو كان أقرب الناس إليه من أهله، وهو ما حدث في محافظة المنيا، عندما قتل شاب أبيه، بسبب الإدمان. تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي شهدت أحداثها إحدى قرى مركز مغاغة، شمال محافظة المنيا، في السطور التالية. وقع ضحايا كثيرون في فخ إدمان المخدرات، ولم يجدوا أمامهم سوى آباءهم للتخلص منهم، بدعوى «عكننة» المزاج من ناحية، أو بغرض سرقتهم من ناحية أخرى. تبدأ – عادة - الرواية بمشادة وتتطور إلى خصام، ثم عداء، ليقود المدمن شيطانه الأعمى في النهاية إلى التخلص من والده، وهو لا يدرى، ولا يدرك معنى ما اقترفته يداه، ليقضى باقي عمره خلف القضبان حبيسًا نادمًا على قتل من تسبب في وجوده في هذه الحياة، لينال عقاب الدنيا والآخرة. انتهت حياة الأب البريء على يد الابن المدمن في جريمة قتل بشعة هزت أرجاء محافظة المنيا بأكملها، فبعد سنوات من العطاء والتضحية، دفع الأب حياته ثمنًا لإدمان الابن العاق داخل منزله بإحدى قرى مركز مغاغة. الجريمة القصة بدأت عندما تعرف الابن الضال على أصدقاء السوء، وانحرف عن الطريق الصحيح، ليدخل في غياهب الإدمان. وقتها لم يتردد الأب الذي كافح طيلة حياته من أجل توفير حياة معيشية كريمة لأسرته في إنقاذ ابنه، لكن لم يشفع له كفاحه وتعبه، لتنتهي حياته على يد ابنه، بسبب جرعة مخدرات. قبل لحظات قليلة من وقوع الجريمة، كان الأب ينتظر في قلق يسيطر عليه التفكير العميق في مستقبل أسرته التي بذل كل ما يملك من قوة للحفاظ عليه، وفي الوقت الذي كانت فيه الأم تعد الوجبة، كان الشيطان يوسوس للابن المدمن، بعدما فقد عقله من أجل الحصول على أموال لشراء المخدرات، التي يتعاطاها سرًا دون معرفة والده، وفجأة، في لمح البصر، انفجرت شرارة الغضب داخل الشاب المدمن وانطلق نحو والده بسلاح أبيض، طاعنًا إياه بلا رحمة، وكأنما يريد التخلص من كابوس حياته . فجر يوم الجمعة الماضي، كان جميع الأهالي يتهيأون للخروج الى اعمالهم، وتحديدًا مع اقتراب الساعة السادسة صباحًا، كان «بشار» يبحث عن جرعة من الأقراص المخدرة، لكنه وجد صعوبة في توفير ثمنها، خاصة أن أحواله المادية على غير ما يرام، فقرر اللجوء إلى والده، مُطالبًا منحه مبلغًا ماليًا لشراء المخدرات، ومن هنا بدأت الواقعة. المال مقابل عدم الطعن، وعندما رفض والده إعطاءه المال ليشتري المخدرات، كان جزاؤه الطعن من ابنه. توقفت عقارب الساعة في تلك اللحظة المشئومة، وسيطرت حالة من الذهول والصدمة على الجميع، وعندما وصلت الشرطة إلى مكان الجريمة، وجدت مشهدًا مروعًا، بشار يجلس بجانب جثة والده، يمسك بسلاح الجريمة، وكأنه لا يزال غير قادر على استيعاب ما فعله في حق والده، الذي انهي حياته بطريقة بشعة. شاهد عيان يقول «ح ع»، أحد أهالي قرية دهروط: إن الابن المدمن تحول إلى عدو لأبيه، نتيجة الإلحاح لتعاطى المخدرات، حيث يرى أن والده المانع الرئيسي في عدم حصوله على المخدرات، حينها أوصله تفكيره الشيطاني أن والده أصبح هدفًا وصيدًا سهلًا وبسيطًا، بسبب تواجدهما في منزل وحياة واحدة. وأضاف؛أن الجاني كان دائم الشجار مع والده، بسبب تعاطيه المستمر للمخدرات، دائما يطلب منه المال لشرائها، لكن الأب باستمرار يرفض بشدة في محاولة لعلاجه من دوامة الإدمان، ودخوله في الطريق المسدود الذي لا رجعة فيه، لكن الابن أصر على أفعاله المشينة وكانت النهاية موت والده على يده، في حادث سبب صدمة لجميع أهالي القرية. وأشار بعد نشوب مشاجرة بينهما لرغبة الابن في الحصول على أموال لشراء المخدرات استل الابن على أثرها سلاح الجريمة، وأقدم على طعن والده بعدة طعنات نافذة أودت بحياتهما في الحال. وأوضح الجار؛ أن الأب رفض مطلب ابنه فثار الابن لاحتياجه جرعة المخدر، وانفجر غاضبًا في وجهه، والمشادة الكلامية بينهما تطورت إلى تعدي «بشار» على والده بالضرب والسب، وخلالها أخرج سلاحًا أبيض «سكين» من ملابسه، وبادر والده ب5 طعنات نافذة في البطن والصدر، ليسقط غارقاً في دمائه. البلاغ بداية أحداث الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا، بلاغًا يفيد بمقتل رجل مُسن داخل منزله بقرية تابعة لدائرة المركز، وعلى الفور انتقل فريق من المباحث الجنائية إلى موقع الحادث، وفرض كردون أمني حول المنزل محل الواقعة. اقرأ أيضا: المدمن دمر عائلته وبيته| الأم رفضت زواج ابنها فحاول قتلها وبالفحص الأولي، تبين أن المجني عليه توفي متأثرًا بإصاباته، بعد تلقيه عدة طعنات نافذة في مناطق متفرقة من جسده باستخدام خنجر. وكشفت التحريات أن الجاني هو نجل المجني عليه، ويدعى ب .ع . ع، وهو متهم سابق في قضايا سرقة، ويعاني من اضطرابات نفسية بسبب تعاطيه للمخدرات. وأفادت التحريات؛ بأن مشادة كلامية نشبت بين الأب ونجله عندما عاد الأخير إلى المنزل في وقت متأخر من الليل، فعاتبه والده، ما أثار غضبه ودفعه إلى طعنه عدة مرات حتى فارق الحياة. ضبط المتهم، وتم اقتياده إلى مركز الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة، وجارٍ عرض المتهم على النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وقررت انتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة. وتسود حالة من الصدمة والحزن بين أهالي القرية، الذين أكدوا أن المجني عليه كان يُعرف بحسن الخلق، وأنه كثيرًا ما كان ينصح ابنه بالإقلاع عن تعاطي المخدرات.