بين الحين والآخر تفاجئنا صفحات الحوادث بجريمة مروعة داخل إحدى الأسر.. تمت بعد أن تجرد الابن أو الابنة أو الأخ أو الزوج أو الزوجة من عواطفهم تجاه أسرهم فقام بقتل أحد أفرادها من دون أى حد من الندم لشراء المخدرات. يقول خبراء الصحة النفسية إن جرائم المخدرات داخل الأسرة ليست القتل فقط وإنما يوجد ما هو أبشع من ذلك وهى جريمة زنى المحارم والدليل على ذلك ما حدث داخل حى مصر القديمة أخيرًا.. حيث قامت إحدى السيدات بإبلاغ قسم الشرطة عن قيام ابنها المدمن باغتصابها! رغم قيام الدولة بعلاج المدمنين فى مراكز علاج الإدمان التابعة لوزارتى الصحة والتضامن إلا أنه مازال القتل داخل الأسرة من أجل الحصول على أموال لشراء المخدرات صداعًا فى حياة الأسرة التى وقع أحد أفرادها فريسة الإدمان. فآخر إحصائية أعلنت عنها غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى عن الحالات التى استفادت من خدمات الخط الساخن لعلاج الإدمان خلال سبعة أشهر 59 ألف مريض ترددوا على المراكز الشريكة على الخط الساخن وعددها 22 مركزا فى 12 محافظة بجانب عدد كبير من الاتصالات التى تلقاها الخط الساخن والتى تنوعت ما بين مكان للمتابعة وأخرى للمشورة وكانت نسبة المتصلين من الذكور ٪94.4 فيما بلغت نسبة الإناث ٪5.6. قتل بدم بارد جرائم القتل داخل الأسرة متعددة تحدث بين الحين والآخر كان آخرها عندما تلقى مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية إخطارًا من مستشفى القبارى العام بوصول محمد .م.ح 59 سنة موظف بجمعية استهلاكية مصابا بعدة طعنات بالرقبة والبطن والظهر وتوفى. بالفحص تبين حدوث مشاجرة بين المتوفى ونجله محمود 24 سنة - بدون عمل- قام على إثرها بضرب والده بسكين المطبخ فأحدث به إصابات أودت بحياته بسبب رفض والده إعطاءه مبلغا من المال لشراء الهيروين. وفى بنى سويف تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شاب قتل والده لخلاف بينهما وقيام الشاب بقتل والده بسكين بسبب مروره بحالة نفسية سيئة بسبب إدمانه المخدرات الأب كان عاملا بشركة البويات وعندما سألت الشرطة زوجة المتوفى وهى ربة منزل وعمرها 45 عاما قالت أثناء تواجد زوجها بالمنزل قام نجلها الذى يبلغ من العمر 20 عاما ويعمل كهربائيًا بالتعدى عليه بسكين فأحدث بزوجها إصابات أودت بحياته. فيما أقدم سروجى سيارات مدمن مخدرات على قتل شقيقه بأن ضربه بقطعة خشب على رأسه عقب مشادة بينهما داخل مسكنهما لقيام الأول بطلب المال منه ومن والدتهما لشراء احتياجاته من المواد المخدرة. وكشفت تحقيقات قسم شرطة الرمل بأن سروجى فى عمر 40 عاما مصرعه على يد شقيقه بعد رفض إعطائه المال لشراء المخدرات وقامت مشادة كلامية بينهما وقام المتهم بضرب أخيه بقطعة خشب فأصابه وأدت هذه الإصابة لوفاته. ولقى شاب مصرعه من الإسماعيلية على يد شقيقه أيضا بعد أن وجه له خمس طعنات أودت بحياته بعد رؤيته يتشاجر مع والدتهما بسبب رفضها إعطاءه نقودا لشراء المخدرات وتشاجر معه وطعنه بسكين المطبخ. اضطراب عقلى لم يكن القتل داخل الأسر بين الأبناء وبعضهم والأبناء والآباء بل امتد إلى الأزواج بسبب المخدرات فمنطقة الوحدة العربية بقسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية شهدت حادثا مأساويا ارتكبه «قهوجى» خنق وشنق زوجته فى منزلهما مدعيا انتحارها بسبب الخلافات بينهما، وتمكن رجال المباحث من كشف كذب الزوج. بدأت الحكاية ببلاغ من الأهالى بالعثور على جثة ربة منزل مشنوقة بمنطقة الوحدة العربية، وبالمعاينة تبين وجود جثة نورهان، ع عمرها 21 سنة، ربة منزل، ملقاة على ظهرها بأرضية غرفة الشقة وترتدى جلبابا، وتبين وجود رباط حول العنق عبارة عن كيس مخدة قماش مربوط عدة مرات حول العنق. وبسؤال والدها اتهم زوجها مصطفى . م. ع بقتلها لوجود خلافات بينهما، كونه من متعاطى المخدرات «الهيروين»، وتم إيداعه بمصحة لعلاج الإدمان وخرج منها منذ شهر وأنه يمر بضائقة مالية ولا يرغب فى العمل. وبمواجهة الزوج اعترف تفصيليا بالواقعة وعللها بمروره بضائقة مالية خاصة عقب خروجه من مصحة علاج الإدمان وتوجيه المجنى عليها «زوجته» النصح والإرشاد له بالإقلاع عن تعاطى المخدرات وحثها له على العمل بالمقهى مع والدها. ويوم الحادث حاولت إيقاظه أكثر من مرة. للنزول للعمل إلا أنه رفض فحدثت مشادة بينهما خنقها على إثرها بكيس مخدة حتى فارقت الحياة وافتعل واقعة الانتحار. «د. محمد سمير عبدالفتاح»، أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس قال لنا: لا بد أن نعترف أن المدمن عندما يفشل فى الحصول على أموال يرتكب أى جريمة من أجل الحصول على أموال لشراء المخدرات حتى لو كان الأب والأم والأخت. فى هذه الحالة يصاب المدمن بحالة اضطراب عقلى شديد، الأمر الذى يجعله يفعل أى شىء للحصول على المال، وغالبا ما يكون من معه الأموال الأب والأم وهم أول ضحايا الإدمان داخل الأسرة. وقال د. سمير: غالبا ما يصاب المدمن بمرض القلق الشديد والاكتئاب بعد الإدمان والشعور وعكسه والحب الكره فى الوقت نفسه، وهو ما يدفعه لارتكاب الجريمة، ويساعد على ارتكاب مثل هذه الجرائم الأسر عندما تكون مفككة أو مشغولة عن أبنائها، بالإضافة إلى أصدقاء السوء. الدكتور أيمن فتحى إخصائى علاج نفسى يحكى لنا عن أسباب الإدمان وكيفية اكتشاف المدمن داخل الأسرة فيقول: أهم الأسباب النفسية للإدمان أن يكون ذا شخصية منطوية انطواء شديدا عكس ما يتخيل الكثيرون بأن الشخصية المنفتحة هى من تقع فى عالم الإدمان. فالشخصية المنطوية سهل شدها لعالم الإدمان لأنه يريد التغلب على الانطواء وأن يكون شجاعا ينجذب لأى شخص شجعه على الاندفاع ومن السهل أن يجذبه من يدمن فيجد نفسه بعد الإدمان شخصية متسرعة مندفعة متدهور والشىء نفسه بالنسبة للشخص المصاب بالاكتئاب من السهل شده لعالم الإدمان. ومن العوامل المساهمة للدخول لعالم الإدمان أيضا غياب الأسرة وعدم اطلاع الأب والأم المستمر على أحوال أبنائهما. فيجد الأبناء أو الابن نفسه وحيدا ويصبح شخصية هشة من السهل السيطرة عليها ودخوله عالم الإدمان، حيث يجد الشلة المدمنة ويجد نفسه معهم. وأكد الدكتور أيمن فتحى من السهل أن تتعرف الأسرة على ابنها المنضم لعالم المخدرات، وذلك من خلال علامات نفسية تظهر عليه مثل الغضب السريع واللامبالاة والإهمال والتأخر الدراسى ووجود شكوى مستمرة من المدرسة بإهماله وتبدأ الأسرة تلاحظ وجود سرقات من داخل البيت قام بها المدمن للحصول على ثمن المخدرات. ووجود أيضا علامات جسمانية على المدمن مثل اختلاف نظام النوم والسهر طوال الليل ونوم طوال النهار والخمول والكسل وفقدان الشهية واحمرار العينين. وقال الدكتور أيمن: أما أسباب حالات قتل المدمن لأحد أفراد الأسرة وقد يقوم بجريمة اغتصاب محارم مع أمه أو أخته، وعند ارتكابه هذه الجريمة يكون قد فقد شخصيته الحقيقية ويصبح لا يميز أى شىء ويريد الحصول على الأموال بأى طريقة فيقتل أى شخص أمامه معه المال حتى لو كان الأب أو الأم أو الأخ، وقد يصاب بتهيوءات غريبة يقوم معها باغتصاب المحارم، وبعد ارتكابه مثل هذه الجرائم يصاب المدمن بحالة استغراب وذهول، وهنا تطالب المحاكم بعرضه على الطب النفسى لبيان إذا كان عند قيامه بارتكاب الجريمة مسئولا أو غير مسئول. وينصح الدكتور أيمن أى أسرة تكتشف أحد أبنائها مدمنا العرض الفورى على صندوق علاج مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن لعلاجه ولا بد فى نفس وقت العلاج يتم تعديل ظروف البيئة المتواجد فيها المدمن يعنى تغيير الأب والأب من سلوكهما معه وإبعاده عن أصدقاء السوء.