بينما نترقب جميعا، بوادر اتفاقات لوقف الحروب المستعرة، فى غزة وأوكرانيا والسودان وسوريا، والتوترات بين الصين وتايوان، جاءت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، لتزيد الأوضاع الإقليمية والدولية سوءا. فها هى أسعار النفط ترتفع فور انطلاق الهجوم الإسرائيلى على إيران 12% ، مما ينذر بأوضاع اقتصادية صعبة، حيث يعد النفط ومشتقاته المحرك الأساسى لاقتصادات الدول. ومع استمرار الصراع وربما اتساع رقعته، تتفاقم التداعيات على دول المنطقة والعالم. حيث تعد المنطقة المخزون الرئيسى للنفط، والمصدر الأكبر لمختلف دول العالم. الغريب أن الأممالمتحدة ومؤسساتها المتعددة، أثبتت فشلها الذريع فى التعامل مع هذه الصراعات، رغم تهديدها الواضح للسلم والأمن الدوليين. بل أثبتت عجزها فى إحقاق الحق والعدل. ولعل فشل مجلس الأمن الدولى فى اتخاذ قرار ملزم بوقف حرب الإبادة على قطاع غزة خير دليل. والأغرب أن العامل المشترك الوحيد فى كل تلك الحروب والصراعات، هو رأس الأفعى، الولاياتالمتحدةالأمريكية. فلولا الدعم الأمريكى اللامحدود لإسرائيل، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، لما تمادت دولة الاحتلال فى حرب الإبادة غير المسبوقة ضد شعب غزة الأعزل، رغم الإدانات الرسمية دوليا والمظاهرات المناهضة للجبروت الصهيونى فى مختلف الدول. ووصل الظلم إلى حد مطالبة رأس الأفعى وربيبتها دولة الاحتلال بتهجير الفلسطينيين إلى أماكن أخرى حلا للأزمة! لقد كانت أمريكا سببا فى اشتعال الصراع الروسى الأوكرانى، واستمراره حتى الآن. وكذا تفاقم الصراع بين الصين وتايوان، وها هى تغذى صراعا جديدا لا يعلم مداه إلا الله، بين الكيان الصهيونى اللقيط وإيران، والعالم يدفع الثمن، تضخما يطال الشعوب، وتوترا يترك آثاره المدمرة على الجميع، وساكن البيت الأبيض يتابع ويزعم أنه لم يشارك فى العدوان الإسرائيلى ، ناسيا أو متناسيا أن كل ما تستخدمه إسرائيل فى حروبها واعتداءاتها بالمنطقة، معدات وقنابل أمريكية، تحصل عليها بأى كميات مجانا، كما تشارك القوات الأمريكية فى التصدى للصواريخ الإيرانية. ما أقبح رأس الأفعى، ومن على شاكلتها من المستعمرين المتغطرسين، الذين يفتقدون أبسط قيم الحق والعدل والأخلاق والإنسانية.