حج 2025.. اللهفة والشوق تخلق أغرب القصص

من منا لم يرغب في العيش براحة في كافة أمور حياته، كالسفر للحج مثلًا، فجميعنا يختار السفر براحة، وخاصة تلك الأيام مع توفر الكثير من وسائل النقل الحديثة التي تجعل الرحلات أسهل وأسرع ، ولكن ماذا لو عرفت أن هناك بعضًا اختاروا زيارة المدينة المقدسة من خلال ركوب الدراجات، ومنهم من سافر على ظهر الخيل!
قد يكون سماعك لهذا أمرًا غريبًا بعض الشيء، ولكن في هذا التقرير نستعرض أغرب رحلات الحج التي حدثت هذا العام، والذي كان الدافع لها هو الشوق واللهفة لزيارة بيت الله العتيق.
اقرأ أيضًا|«رحلة روحانية برعاية إنسانية».. حجاج القرعة يوجهون الشكر لوزارة الداخلية
- ركوب الدراجات للحج.. من ألمانيا إلى مكة
انطلق شابًا تركيًا "براق أوزتورك" (26 عامًا) برحلة على الدراجة الهوائية لأداء مناسك الحج هذا العام، ويعمل أوزتورك في مجال الأعمال الكهربائية في مدينة شتوتغارت الألمانية، وكان قد بدأ رحلته على الدراجة الهوائية بهدف زيارة الأراضي المقدسة وأداء مناسك الحج.
وأشار أوزتورك إلى أنه نشر نحو 1000 محتوى من رحلته عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت نية هذا الشاب الأولى هي أداء العمرة، إلا أن الرحلة تطورت لتصبح رحلة حج، وأعرب عن أمله التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على متن دراجته الهوائية، ثم أداء مناسك الحج سيرًا على الأقدام، وبعدها العودة إلى وطنه.
- بين أمواج الإيمان.. قارب شراعي صغير يصل لمكة
بعد رحلة بحرية شاقة امتدت ل 59 يومًا انطلقت من شواطئ لندن، وصل قارب شراعي صغير لا يتجاوز طوله 33 قدمًا إلى نادي جدة لليخوت والمارينا، حاملًا على متنه فريق الحجاج البحارة «Hajj Sail» المكون من 6 متطوعين مسلمين بريطانيين، لأداء فريضة الحج.
وكانت تلك الرحلة منطلقة من بريطانيا مروراً بفرنسا، كورسيكا، سردينيا، إيطاليا، صقلية، اليونان، قناة السويس في مصر، وصولاً إلى البحر الأحمر، لتُختتم في جدة، المدينة الساحلية التي فتحت ذراعيها للفريق واحتفت بوصولهم في لحظة امتنان ومشاركة، ويؤكد هذا لنا أن الحج ليس فقط شعائر تُؤدى في مكة، بل تجربة روحية تبدأ من لحظة النية.
- على خطى أجدادهم.. من إسبانيا لمكة المكرمة على ظهور الخيل
وكان قد شهد موسم الحج هذا، سفر مجموعة من المسلمين الأسبان، بقيادة شخصية تدعى رفائيل،على ظهور الخيول العربية، ولم تكن تلك الرحلة مجرد سفر لأداء فريضة الحج، بل كانت تحية للتراث الأندلسي وإعادة استحضار الطريق الذي كان يسلكه أجدادهم من الأندلس إلى مكة في القرون السابقة.
وقطعت تلك الرحلة مسافة تزيد عن 8000 كيلومتر، مستغرقة أشهرًا من الزمن، وصلت ل 8 شهور، متحملين خلالها التحديات الطبيعية والجسدية، والطقس، وكذلك التضاريس، والمسافات الطويلة.
ولقد تلقي هؤلاء الحجاج الإسبانين المسافرون على الخيل لأداء مناسك الحج إلي السعودية وتحديدًا مكة المكرمة، الدعم والاستقبال على طول الطريق، إضافةً لدعمٍ من المجتمعات المسلمة التي مروا بها.
ومن ضمن التحديات التي واجهت هؤلاء الحجاج هي عدم وجود مكان للمبيت، ولكن جاءتهم هدية من السعودية عبارة عن كرفان يبيتون فيه طوال مسيرتهم.
View this post on Instagram
A post shared by عبدالرحمن المطيري (@abd_ml1)