كان حلما وأصبح حقيقة.. وخلال أيام قليلة سنكون على أعتاب الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. ومنذ البدء فى إنشائه فى مايو 2005 وحتى افتتاحه المرتقب فى 3 يوليو 2025، مرت ببلادنا العديد من الأحداث الجسام وشهد مجتمعنا المصرى الكثير من التغيرات ولعل أهمها الاهتمام المتزايد بحضارتنا المصرية القديمة ولم يعد الاهتمام بآثار مصر القديمة وحضارتها العظيمة مقتصرا على الأثريين فقط ولكن ازداد الوعى بالموروث الحضارى المصرى لملايين من المصريين بدأوا يضعون الحضارة المصرية فى المكانة التى تستحقها، التى ظُلمت كثيرا وآن الأوان أن تجد من أبنائها الاهتمام الذى يليق بها. وربما كان حدوث هذا الانفصام بين أجيال من المصريين وحضارتهم العظيمة أمر مقصود لطمس معالم هذه الحضارة التى تميزنا عن غيرنا وتم استخدام الدين لتزكية هذا الانفصام ولترسيخ المغالطات المقصودة ومنها اختصار الحضارة المصرية الممتدة عبر سبعة آلاف عام وتزيد فى اسم فرعون وهناك العديد من الدراسات التى أكدت ان فرعون اسم لملك وليس لقبا لملوك مصر. فالحضارة المصرية القديمة حضارة عظيمة ومصر بلد كبير حفظه المولى عز وجل على مدى آلاف السنين وهى الحضارة الوحيدة من الحضارات القديمة التى لم تندثر، بل احتفظ باطن الأرض بكنوزها وكل يوم هناك اكتشاف جديد لهذه الكنوز وهى الحضارة الوحيدة والمتفردة فى علم يحمل اسمها ويتم تدريسه فى المدارس والجامعات وهو علم المصريات أو Egyptology. وشهادة للحق والتاريخ منذ تولى الرئيس السيسى مهام منصبه كان له دور كبير فى تنامى الشعور الوطنى المصرى والاهتمام بالهوية الوطنية وحضارتنا المصرية القديمة فى مواقف عديدة مثل موكب نقل المواميات الملكية لمتحف الحضارة ونلمسه فى معالم المبانى الرسمية فى العاصمة الجديدة وغيرها وكان استكمال العمل فى المتحف المصرى الكبير رغم تكلفته العالية وفى ظل ظروف اقتصادية وتحديات صعبة هو جزء من رد الاعتبار لآثارنا وحضارتنا.