عبارة مستوحاة من كلام الإمام الشافعى (رحمه الله): «جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّصُنِى بِرِيقِى وَمَا شُكْرِى لَهَا حَمْدًا وَلَكِنْ عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّى مِنْ صَدِيقِي». بمعنى أن الشدائد والمحن تُظهر من يكون صديقًا حقًا ومن يكون عدوًا، وكأنها كشفت عن الحقائق التى كانت مخفية. حالة الرفض الشعبية والنخبوية لمرور ما يسمى (مخاتلة) ب»قافلة الصمود» تطمنك على صحة الجهاز المناعى اليقظ ضد كل مهددات الأمن القومي. يقظة الشعب العظيم تترجم وعيا مستنيرا بالتاريخ والجغرافيا، شعب قارئ للخرائط، واع للمخططات، فاهم للتحركات، شعب حاذق زكي، عارف القرد الإخوانى مخبى ولاده الأشرار فى قافلة تتحرك تحت راية عمية ، خداع بصري، هذه رايات الخلافة السوداء. كسبنا «معركة الوعي» التى راهنت عليها القيادة السياسية بثقة فى صلابة الجبهة الداخلية ، الرفض الشعبى يطمنك على جاهزية الكريات البيضاء، الخلايا المناعية فى الجسد المصري، مستنفرة تماما، متحفزة للأنقاض، متأهبة للدفاع عن الحياض المقدسة بعد أن طهّرتها من دنس الإخوان والتابعين المتلفعين بالحطة (الكوفية الفلسطينية). الرفض الواعى ، يطمنك على حالة الجاهزية الشعبية لقبر الجماعة مجددا كما تقبر مصاصى الدماء فى توابيت فولاذية مبطنة برصاص عازل للأشعاعات الضارة. الوعى الشعبى بيقين صاحي، وفى الذاكرة الشعبية يجلجل النداء «خلى السلاح صاحى .. صاحي» والشعب المصرى صاحي، مع سلاحه، يتحسس سلاحه، ويعرف جيدا موقعه فى معركة كتبت علينا، ولا ينسى، ولسان حاله «إن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرا». راجعوا دفاتر إخوان الشيطان، والشعب يجيد المراجعات الوطنية. قافلة الصمود راهنت على غيبة الوعي، ولكن الوعى الوطنى حاضر، راجعوا وجوه القافلة، ونحن نراجع عليكم، ونعد عليكم الأسماء نتفحصها، و من حقنا المشروع رفض دخول هذه الأسماء البغيضة. لسان حال الشعب ، لا يطأ الأرض الطاهرة نجس، ولا يقرب الحدود خائن، ولا يهتف عميل ضد قيادة سياسية شريفة فى زمن عز فيه الشرف، والشرف عنوان أغلى اسم فى الوجود. قافلة الصمود جولة من جولات الصراع مع جماعة إرهابية، تستبطن ثأرا ، والاشتباك قائم، هؤلاء والمؤلفة قلوبهم إخوانيا لايزالون يشكلون خطرا على الأمن القومى المصري، وإن رفضنا مرورهم فعذرنا أن فى وجهنا نظر.. الرفض الشعبي، الرفض الإلكتروني، والفضائي، مطلوب، وفى المحكات الوطنية الشعب يقف زنهار، ولا يأبه بالغمز واللمز السياسى الذى يجيده المراهقون ثوريا، لم يلقطوا شفرة شعب عظيم.. يلفظهم ويأنف صنيعهم ، ويلعنهم سرا وعلانية. يدخل فى باب «العيب السياسي» ، ما يفعله هؤلاء المتثورون لا إراديا، كيف تقبل يا هذا على وطنك ما ترفضه على حرمة بيتك، كيف تنادى على فتح حدود وطنك للسابلة و عابرى الحدود، ليعيثوا فى حدودك فسادا. كيف تلوى عنق الحقيقة من أجل صورة بالكوفية الفلسطينية، ترسمك مناضلا على شعب من المناضلين. ويزايدون فى منافيهم البعيدة على أشرف من فى هذه الأمة كافة، لو ضحى العرب العاربة قرنا من الزمان لما قدموا بعضا مما قدمته مصر، ولا تزال تقتطع من قوت شعبها الضرورى لتطعم طفلا جائعا فى برارى القتل. المزايدة على القيادة السياسية فى موقف وجودي، والعدو متربص، خيانة وطنية، والقضية عند القيادة السياسية، ليست سياسية فحسب بل قسم ويمين غليظ، وواجب مقدس، حماية بلد تستهدفه المؤامرات التى تحاك فى أقبية مسحورة . حديث المنع، ومصر تمنع وصول الدعم العربى والدولى للمقبورين أحياء فى غزة، حديث الأفك، ضلال هذا الذى جرى تسويقه فى الفضاء الإلكتروني، ويشكل غطاء كثيفا من الخداع البصرى المخطط لينفذ هؤلاء الإرهابيون إلى قلب المحروسة مجددا؟! كل من يتحدث بحديث الأفك عن عمد أو عن جهل هو شريك متضامن ولو بقلبه مع افتراض حسن النوايا، وليتحمل نصيبه من الغرم، وحسابه وطنيا عسير، والشعب يصبر عليكم لعل وعسى تفيقون .. لكن للصبر حدود.