في كل خطوة لهم بين المشاعر المقدسة، كان الغائب حاضرا كان الشهيد معهم، بصوته، وصورته، ودعواتهم التي لم تنقطع. أسر الشهداء، الذين دفعوا أغلى ثمن في سبيل الوطن، كانوا هذا العام في قلب رحلة الحج، يعلوهم الرضا، ويحيطهم التكريم، وتغمرهم رعاية الدولة التي لم تنس أبناءها. في صعيد عرفات، حيث تتلاقى الأرواح مع الرحمة، لم تكن دموعهم دموع شوق فقط، بل أيضا دموع امتنان لتلك اليد التي امتدت إليهم، تهيئ لهم كل وسائل الراحة، وتشعرهم أن تضحياتهم لا تُنسى، وأن من تركهم خلفه لا يزال حيا في قلوب الوطن. ولم تكن هذه الرحلة العظيمة عادية بالنسبة لهم، بل كانت محاطة برعاية خاصة وشاملة، وفرتها الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية ورعاية أسر الشهداء بوزارة الداخلية، التي سخرت كل إمكاناتها ليؤدي هؤلاء الحجاج من ذوي الفضل والشرف مناسكهم في كرامة وطمأنينة واهتمام إنساني نادر. فمنذ لحظة تصعيدهم إلى عرفات، رافقتهم فرق متابعة ميدانية، اعتنت بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وقدمت لهم الدعم الكامل دون أي تأخير. وتم تخصيص مخيمات مستقلة مزودة بمكيفات فريون، ومراوح تبريد، ووجبات غذائية منتظمة ومياه باردة، إلى جانب فرق طبية خصصت لمتابعتهم على مدار الساعة. وفي كلمات تحمل الكثير من التقدير، أكد المسؤول عن بعثة العلاقات الإنسانية أن بعثة القرعة لم تدخر جهدا في توفير الراحة والكرامة لأسر الشهداء، عبر تنظيم دقيق، ومتابعة حثيثة لتفاصيل تنقلهم، وإقامتهم، وحتى لحظات الدعاء فوق جبل الرحمة وداخل صحن الكعبة. وكانت الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية يدا حانية، لا تغيب عن المخيمات، تتابع وتوجه وتطمئن، وتشرف على توزيع الوجبات والمياه الباردة، وتضمن وصول الخدمة لكل حاج دون استثناء. في عرفات، كانت الدولة حاضرة بكل إنسانيتها، تقدر من ضحوا من أجلها، وتحتضن من تركوهم وراءهم. رحلة إيمانية خالصة، ممزوجة بالفخر، كتبت لأسر الشهداء سطورا من الراحة والتكريم، في أطهر بقاع الأرض. وهكذا، لم تكن رحلة أسر الشهداء إلى بيت الله الحرام مجرد أداء لمناسك الحج، بل كانت رحلة وفاء واحتواء، جسدت فيها وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية أسمى معاني العرفان، وامتدت فيها أيادي الوطن لتمسك بقلوب نبيلة، قدمت أغلى ما تملك. في حضرة عرفات، حيث تعلو الدعوات وتكتب صفحة جديدة من الرحمة، كانت أسر الشهداء في القلب، تكرم لا بالكلمات فقط، بل بالفعل، والرعاية، والاحترام، في مشهد يليق بعظمة تضحياتهم، ويؤكد أن الوطن لا ينسى من دافعوا عنه بأرواحهم، ولا من تركوهم خلفهم أمانة في أعناق الجميع. وكان مدير الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية يشرف بنفسه على جميع الخدمات المقدمة لأسر الشهداء، ويتابع تنفيذها ميدانيًا، حرصًا على تلبية احتياجاتهم بشكل فوري، وضمان راحتهم الكاملة خلال أداء المناسك، في مشهد يعكس أعلى درجات الاهتمام والتقدير لهذه الفئة الغالية على قلب الوطن.