البطل الحقيقى فى فوز الزمالك ببطولة كأس مصر هى جماهيره التى زحفت لاستاد القاهرة لدعم الفارس الأبيض أمام بيراميدز بطل إفريقيا والفريق الأقوى إسكواد وحظوظًا فى نيل اللقب، ولكن رغم تقدم الفريق السماوى فى الشوط الأول بهدف أحمد عاطف قطة الذى تسلل بين مدافعى الزمالك مستغلًا تمريرة وليد الكرتى ليودعها برأسية متقنة فى شباك محمد صبحى إلا أن أهازيج الجماهير البيضاء كان لها مفعول السحر فى الشوط الثانى الذى أدرك فيه البديل ناصر منسى التعادل الذى استمر فى الأشواط الإضافية ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء المثيرة فى أحداثها التى حبست معها الأنفاس. لم يأتِ تغيير محمد عواد حارس الزمالك فى الثوانى الأخيرة بدلًا من محمد صبحى المتألق بثماره فى ركلات الجزاء التى طالما برع فيها عواد بتصدياته المميزة بل على العكس تفوق شريف إكرامى الذى حل بديلًا لأحمد الشناوى بعد إصابته فى إنقاذ ركلتين من أقدام مصطفى شلبى وناصر منسى، ولو سجل أى منهما لفاز الزمالك بعدما أهدر مصطفى فتحى ومن بعده أحمد سامى بنفس الطريقة بالتسديد فى العارضة العلوية ليأتى الدور على شيكابالا ليسدد الركلة الأخيرة بعدما سبقه على جبر مدافع بيراميدز فى الإطاحة بالكرة فوق العارضة، وفعلها الفهد الأسمر وسكنت كرته شباك إكرامى لتنطلق الأفراح البيضاء فى مدرجات ستاد القاهرة ومعها تنهمر دموع شيكابالا الذى أنصفه القدر بعدما تخلى عنه التوفيق فى ركلة جزاء السوبر المصرى أمام الأهلى. الجميع يتحدث الآن عن ضرورة أن يختار شيكابالا لحظة اعتزاله عقب التتويج بالكأس الذى لعب دورًا حاسمًا فيها بإحراز الركلة الأخيرة، ولكن المؤكد أن شعبية الأباتشى الجارفة والدعم الذى يحظى به من ممدوح عباس رئيس النادى الأسبق وأكثر الداعمين لمجلس لبيب يجعل القرار بيد شيكا نفسه، لأنه الوحيد القادر على اتخاذ القرار الصعب ومغادرة المستطيل الأخضر من الباب الكبير. من اللقطات الحلوة فى نهائى الكأس هو استلام محمد عبد الشافى صاحب الأخلاق الكبيرة والأداء المميز فيما مضى، والمؤكد أن «شيفو» اختار لحظة الوداع التى تليق بمشواره الناجح مع الفانلة البيضاء ومنتخب مصر، حيث كان فارسًا من الجيل الذهبى بطل إفريقيا مع المعلم حسن شحاتة. فوز الزمالك باللقب أسعد جماهيره وأنقذ موسمًا كارثيًا للفريق الأبيض الذى أنهى الدورى ثالثًا وودّع بطولة الكونفدرالية التى يحمل لقبها أمام فريق ستيلينبوش الجنوب إفريقى المغمور من دور الثمانية على ملعبه ووسط جماهيره، ونفس الأمر فى كأس عاصمة مصر التى لم يتخط فيها دور المجموعات، وبالتالى سيلتقط مجلس إدارة النادى الأنفاس قليلًا بعدما عانى طوال الفترة الماضية من هجوم جماهيرى وغضب كبير بسبب خسارة البطولات تلو الأخرى فى ألعاب الصالات التى كانت فيما مضى محجوزة باسم الزمالك ومصدر فخر جماهيره قبل أن يلتهمها الغريم التقليدى الأهلى. أتصور أن أيمن الرمادى المدير الفنى للزمالك يستحق أن ينال فرصة حقيقية لقيادة الفارس الأبيض خاصة أن الأداء الفنى معه تطور رغم ترهل القماشة الموجودة معه والنقص الحاد فى بعض المراكز، بجانب أنه يعرف مواطن الداء فى البيت الأبيض ويستطيع علاج الأوجاع، والأهم أنه يقدّر قيمة ومكانة وتاريخ أصحاب الرداء الأبيض. البحث عن خواجة جديد ليس الحل فى تحقيق البطولات فى الموسم القادم، لأن الأهم هو دعم الفريق بصفقات قوية تستطيع المنافسة مع إسكواد الأهلى وبيراميدز المرعب. انتهى الموسم المحلى، فاز الأهلى بالدورى، ونال بيراميدز الأميرة السمراء بالتتويج بدورى الأبطال الإفريقى، وهى الجائزة الكبرى، واختتم الزمالك الموسم بلقب كأس مصر، والمؤكد أن العيون ستتوجه إلى ولاية ميامى الأمريكية لمتابعة الفارس الأحمر فى مونديال الأندية، خاصة أن بطل مصر نجح فى إبرام صفقات قوية فى الميركاتو الصيفى: تريزيجيه وبن رمضان وحمدى فتحى وبيكهام وسيحا، وبالتأكيد أن زيزو هو هدية الأهلى لجماهيره فى العيد بعدما حسم ضمه وسيلحق بالبعثة الحمراء فى أمريكا بعد انتهاء موسمه مع الزمالك وعدم تجديد عقده ليذهب إلى الغريم التقليدى فى ضربة موجعة للمجلس الأبيض الذى لم يستطع اتخاذ قرار بيعه أو القدرة على تجديد تعاقده. الأهلى يستطيع المرور من مجموعته رغم قوة المنافسين إنتر ميامى الأمريكى بقيادة ليونيل ميسى الأسطورة وبالميراس البرازيلى وبورتو البرتغالى، لأن الروح الحمراء والخبرات الموجودة فى الفريق والكفاءات الكبيرة فى جميع المركز من عينة عاشور الساطور ووسام الهداف ومروان الدينامو والشناوى الحارس الأمين والصفقات الجديدة قادرة على تحقيق الحلم وطرق أبواب المونديال بقوة.