أزعم أن معظم الجماهير الرياضية باتت تغلق صوت المعلق فى التليفزيون وتكتفى بمتابعة الصورة، حتى لا تصاب بالصداع من الإسهاب والإطناب واللت والعجن والتكرار والفلسفة الممجوجة والمعروجة.. فقد أصبح السواد الأعظم من المعلقين يتصورون أن الكلام عمال على بطال هو الأسلوب الأمثل فى مهنتهم التى كانت راقية وباتت ساقطة.. وشهدت الأيام الأخيرة فى التعليق «موضة» جديدة وهى الأرقام والبيانات والمعلومات والإحصائيات التى يتم تجهيزها عن طريق صناع الملفات من هواة التسجيل، والذين أصبحوا هم أيضا من المحترفين الذين يتكسبون ويتربحون مع كل مباراة ومن كل معلق، ليصدع دماغنا نحن المشاهدين ويترك المباراة.. ويجرى على البساط الأخضر متفرغا للرغى الذى ليس له ضابط ولا رابط.. ثم هناك البعض الآخر.. الذى يردد لوازم كلامية تشير إلى حالة اهتزازية مثل أينما كنتم وحيثما تواجدتم.. وعزيزى المتابع وصديقي المشاهد.. واللطايف والقطايف.. الفظيع هو ظهور بعض المتحذلقين الذين يتركون ما يحدث فى المباراة ويشرحون طرق اللعب 3/4/3 و3/3/4 و 1/2/3/4 وهات فلسفة وكأنه الكابتن الجوهري أو الكابتن حسن شحاتة.. أستحلفكم بأغلظ الأيمانات أن تسمعوا أنفسكم وتنقحوا مخرجاتكم وترحمونا من الهراء الذى تتشدقون به لأننا اشتقنا إلى سماع التعليق على المباريات.. والله يرحمك يا كابتن شربينى.