يسرف معلقو كرة القدم التليفزيونيون كثيرا فى تكرار عدد من الأخطاء المروعة أرجو من الله أن يقبل ضراعتى فيمتنعوا عنها أو بعضها وأجملها فيما يلي: 1 «سرد التشكيل» فالمعروف أن محللى الاستوديوهات التحليلية يقومون بعرض تشكيل الفريقين ويشرحون بإسهاب دور كل لاعب فى تنفيذ الخطة فضلا عن صفات اللاعب وقدراته، فما هو الداعى وراء تكرار أى معلق حين يبدأ البث للتشكيل مرة أخري، لقد رأينا عشرات المعلقين الإنجليز يمارسون دورهم المغاير تماما للمعلقين المصريين، وفى اقتضاب شديد وجمل جد معبرة ودقيقة دون حاجة إلى إضاعة الوقت فى تكرار ما سبقهم إليه محللو الاستوديو وبإفاضة تستغرق أحيانا بضع ساعات! 2 «الثرثرة» وهى الظاهرة المخيفة التى يندمج فيها معلقو الكرة فور بدء البث، وتلك المعلومات الأرشيفية المغرقة التى يسكبونها على رءوسنا عن أوليمبياد برلين الذى شارك فيه خفر التونى وبراعة أبى حباجة ومهارة الضيظوى وينسون التعليق على المباراة التى تبدو أحداثها تائهة بلا صاحب، ثم فجأة ينتبه المعلق إلى أن هدفا تم إحرازه فتحتد نبرة صوته بعد أن يفشل فى وصف اللعبة فى الوقت الملائم. 3 «الاستظراف» يميل المعلقون إلى الاستظراف سعيا وراء الشعبية كما يتصورون، فتجد تعليقاتهم قد امتلأت بالحكم والأمثال وأبيات الشعر والنكات «ناهيك عن أنها فى معظمها سخيفة جدا» وهذه مسألة ينبغى وضع حد حقيقى لها لأنها من الأمور التى يبالغ فيها المعلقون ويتركون العنان لإبداعاتهم المبتذلة بشكل كبير يدمر أعصاب أى مشاهد يتوق إلى متابعة المباراة دون أمور تشتته.4 «تبادل التحايا» أى قيام المعلقين ومحللى الاستوديو بتبادل «التحايا» على الهواء فنرى المحلل يتكلم عن «المعلق المتميز» ونجد المعلق يتكلم عن «الإعلامى الكبير» ويفرط الطرفان فى ذلك وبخاصة إذا شاركهم المراسلون من الملاعب والمتحدثون إلى أولئك المراسلين بحيث صارت الجملة التقليدية التى يبدأون بها حديثهم هى «بنمسى على الكابتن فلان وضيوفه الكرام» وكأنها مضيفة أو دوار أو غرفة صالون! الهيئة الوطنية للإعلام وظيفتها ضبط تلك الممارسات وليس فقط الحفاظ على ركائز الأمن القومي، ومراعاة إلزامات المسئولية الاجتماعية، وانضباط تمويل المؤسسات، والحفاظ على الأخلاق لأن تصحيح أداء المعلقين فى أكثر المواد شعبية هو مهمة ينبغى أن يضطلع بها جهاز.. أى جهاز. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;