فضيلة المستشار محمود مكى الأساسية أنه لم يسلك وفق سيكولوجية «المسئول التائب» الذى يقفز فى حجر الذين يتربصون بمن كان معهم ثم افترق عنهم وابتعد، وعلى ذلك لم نشاهد مكى جالسا بين أنياب التوك شو المتعطش لدماء الفضائح والأسرار والخفايا، ولم نجده ضيفا على صفحات صفراء فاقع لونها، يهاجم ويشتم ويسب ويدعى البطولة والبسالة. إنه لم يتصرف وفق نظرية «الأستيك» فيترك نفسه ليشده الطرف الآخر ويتركه ليلسع الناحية الأخرى بخفة ورشاقة، إمعانا فى إظهار التوبة عما كان فيه بملء إرادته واختياره. ومن المرات النادرة وربما المرة الوحيدة التى قرر فيها نائب الرئيس المستقيل أن يتكلم باقتضاب كانت عندما ادعى الكذابون أن ابنه خريج الحقوق تم تعيينه فى مجلس الدولة على حساب من يستحقون، فأوضح الرجل بجلاء وجلال أن ابنه جرى استبعاده من التعيين رغم أحقيته فيما عين الحاصلون على تقدير أقل منه. لقد رحل محمود مكى عن منصبه مترفعا ورافع الرأس، وكان يستطيع الاستمرار، وسكت سكوت النبلاء المحترمين، وكان يستطيع أن يغرق الاستوديوهات بأطنان من الكلام ويملأ الجرائد بهكتارات من الثرثرة والرغى فيما كان طرفا فيه ولم يكن.. لكن الرجل آثر أن يكسب نفسه ولا يبتذلها على النواصى وفى ظلمات الأزقة. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا