حكومة ارهابية تبغى الاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية وتصفية قضيتهم لبلوغ هدف إسرائيل الكبرى عيد الأضحى الذى نحتفل بِه غدا هو رابع عيد يمر على أهل غزة وهم يتعرضون للقتل المستمر والابادة الجماعية والتجويع الفاجر وللضغوط المستمرة لتنفيذ خطة طردهم من أرضهم، لدرجة ان مراكز تسليم المساعدات صارت تستخدمها قوات الاحتلال مصائد للقتل الآن ، ولدرجة ايضا انه لم تعد فى أراضى القطاع منطقة واحدة آمنة ، ولذلك صار أهالى غزة فى حالة نزوح مستمرة، ولم يعد لهم مستقرا فى أراضى القطاع إلا ليوم أو يومين على الأكثر.. كما ارتفعت أعداد الشهداء والمصابين لتسجل أرقاما قياسية منذ شن هذه الحرب الوحشية ضد غزة واهلها قبل نحو عشرين شهرا مضى لقد تنتظر أهل غزة ان يحل عليهم عيد الأضحى المبارك وقد تحققت الهدنة التى يتم التفاوض حولها منذ أن خرق نتنياهو الهدنة السابقة ولم يلتزم بتنفيذ المرحلةَ الثانية لها وقرر استئناف الحرب بوحشية أكبر.. غير ان ذلك لم يتحقق للأسف الشديد لأن مشروع الهدنة الذى تقدم به المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ويتكوف يستجيب لكل مطالب نتنياهو وحكومته .. فهو يقضى بافراج حماس عن نصف العدد المتفق عليه من المحتجزين الإسرائيليين فى غزة،10 احياء و18 جثث قتلى، فى اليوم الأول لوقف اطلاق النار، والنصف الآخر بعد أسبوع، وهو ما يمنح إسرائيل الفرصة للعودة للقتال بعد أسبوع واحد وليس بعد ستين يوما كما يقضى مشروع ويتكوف للهدنة... فضلا عن ان المشروع لم يتضمن اية إشارة الى الوقف المستدام لوقف اطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع.. حتى المساعدات الإغاثية لأهالى غزة فإنه لم يحدد اليات توزيعها على أهالى غزة، ولم يقض بأن يكون حجمها مساويا لما تضمنه اتفاق الهدنة السابقة، وهو ذات الأمر الذى حدث بالنسبة لأعداد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم، فلم يراع مشروع ويتكوف ذات المعايير السابقة وانما تحدث عن أعداد أقل تفرج عنها حكومة نتنياهو خاصة من أصحاب المحكوميات الكبيرة. ولذلك جاء قبول حركة حماس لاقتراح مبعوث ترامب مقترنا بتحفظات عديدة تتعلق بموعد أفراحها عن المحتجزين الاسرائليين وأعداد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم، وحجم المساعدات وطريقة توزيعها على أهل غزة، وطالبت حماس بضمانات تقضى باستمرار وقف اطلاق النار بعد انتهاء الستين يوما ما دامت المفاوضات مستمرة.. وقد سلمت قبل أيام مضت ردها للوسطاء، ولم يصدر رد فعل من ويتكوف. على هذا الرد بعد.. والنتيجة أن عيد الأضحى المبارك باق على حلوله ساعات قليلة ولم تتحقق الهدنة بعد التى يتم التفاوض بشأنها منذ شهور، لتستمر عذابات وآلام وأوجاع أهل غزة لرابع عيد على التوالى حتى الآن. ان الأضحية التى يقدمونها فى هذا العيد هم انفسهم وذووهم وابناؤهم وبناتهم .. فإن آلة الحرب الإسرائيلية تحصد يوميا العشرات من ارواحهم وسلاح التجويع يضاعف أعداد الشهداء .. ومع ذلك لم يضعفوا أو تلين عزيمتهم ولم يفروا من ارضهم بحثا عن ملاذ امن كما خططت لذلك حكومة نتنياهو بعد ان نالت موافقة أمريكا التى مازالت ادارتها تراودها امال الاستيلاء عن تلك البقعة من الأرض لاستثمارها عقاريا وسياحيا. وهذا يحدث للأسف الشديد تحت سمع وبصر العالم الذى اعتاد على مشاهد التدمير اليومية والقتل المخطط ووالابادة الجماعية والتجويع الممنهج تقوم به حكومة ارهابية تبغى الاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية وتصفية قضيتهم لبلوغ هدف إسرائيل الكبرى الذى يحلمون به ويجدون من يساعدهم على تحقيقه. ويسأل أهل غزة الآن انفسهم هل يحل عليهم العيد الخامس وقد توقفت تلك الحرب البشعة وظفروا بوقف دائم لاطلاق النار، وحصلوا على ما يحتاجونه من وقت لتضميد جراحهم الغائرة، الوضعية والنفسية، وبدأت عمليات إعادة اعمار أرضهم مجددا لتوفير مقومات الحياة الآدمية مجددا لهم.. فإن أربعة أعياد حزينة تكفى وتزيد.. وعذابهم يجب ان يتوقف فورا وبلا ابطاء.