«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها بوابة أخبار اليوم إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري. اق{أ أيضا | استعدادات مكثفة لراحة الحجاج.. وتجهيز كسوة الكعبة قصة اليوم تتحدث عن «الأُضحية الرقمية» وتأثيرها على واحدة من أهم شعائر عيد الأضحى المبارك، وهل سهّلت التكنولوجيا شعائرنا؟ أم فرّغتها من معناها؟ ما هي الأضحية الرقمية ؟ الأضحية الرقمية هي أداء شعيرة الأضحية في عيد الأضحى، لكن دون قيام الشخص بنفسه بشراء الذبيحة أو ذبحها أو توزيعها، وإنما يتم تفويض جهة أو منصة إلكترونية تقوم بكل ذلك بالنيابة عنه، غالبًا عبر الإنترنت، مقابل مبلغ يُحوّل إلكترونيًا. - كيف تتم الأضحية الرقمية عمليًا؟ أولًا: يدخل المستخدم إلى موقع إلكتروني أو تطبيق تابع لجهة موثوقة «مثل جمعية خيرية أو منصة إسلامية». ثانيًا: يختار نوع الأضحية «خروف، بقرة، إلخ» وبلد التنفيذ. ثالثًا: يدفع إلكترونيًا «بطاقة، تحويل، فودافون كاش...». رابعًا: تقوم الجهة بالذبح نيابة عنه خلال أيام العيد. خامسًا: في بعض الحالات، ترسل الجهة فيديو للذبح أو إشعار بالتنفيذ. سادسًا: تُوزع اللحوم في الأغلب على الفقراء «محليًا أو في دول أخرى». - ما هي الأسباب وراء انتشارها؟ . راحة تامة بدون عناء شراء الذبيحة أو التعامل مع الجزار. . مناسبة للأشخاص المسافرين أو المغتربين. . تكلفة أقل في بعض الدول، حيث أسعار الذبح أرخص. . تُنفذ بشكل منظم عبر جهات خيرية موثوقة. - لماذا الجدل حولها؟ أنصارها يرون أنها تُسهّل الشعيرة وتوصل اللحم فعليًا للفقراء، في حين يرى منتقدوها أنها تُفرغ الأضحية من بعدها الروحي والاجتماعي، وتحولها إلى "خدمة شراء" أو "معاملة مالية". - هل ستكون يوما بديلاً كاملا عن الأضحية المتعارف عليها؟ أولًا من الناحية الشرعية لا، لن تكون بديلاً كاملاً عن الأضحية التقليدية من وجهة النظر الشرعية الخالصة، للأسباب التالية: . الأصل في الأضحية أن يقوم المسلم بذبحها بنفسه أو يشهدها أو يوكّل من يذبحها نيابة عنه مع العلم والنية والشروط. . بعض العلماء يشترطون رؤية الأضحية أو معرفة نوعها ومواصفاتها، وهذا قد لا يكون ممكنًا دائمًا في الخدمات الرقمية. . النية والوقت والتوزيع يجب أن تكون مضبوطة 100%، وهو أمر ليس مضمونًا دائمًا مع منصات تجارية. لكنها جائزة ومُعتبرة شرعًا عند جمهور العلماء في حال تعذُّر الذبح المباشر، وخاصة للمغتربين، لمن لا يملكون المكان أو القدرة، إذا كانت الجهة المنفذة موثوقة وتُنفذ الأضحية شرعيًا. ثانيًا: من الناحية الاجتماعية والواقعية من الممكن في بعض البيئات، للأسباب التالية: . العيش في مدن لا تسمح بالذبح. . ضعف الارتباط العاطفي بالطقوس الجماعية. . نمط الحياة الرقمي والراحة السريعة. . رغبة البعض بتجنّب مشهد الدم أو مشقة التوزيع. . التوسع في دور الجمعيات والمنظمات الدولية. - متى يمكن أن يحدث هذا؟ لا يمكن أن تكون الأضحية الرقمية بديلاً كاملاً على المدى القريب للأسباب التالية: . هناك ارتباط وجداني وثقافي قوي بالأضحية التقليدية خاصة في البيئات الريفية والعائلية. . الناس ما زالوا يرون الأضحية طقسًا اجتماعيًا لا مجرد أداء عبادي. . الأجيال الأكبر والأسر الممتدة تعتبرها جزءًا من الهوية والفرحة. ورغم أنها لن تلغي التقليدية بالكامل، لكنها ستكون أحد الخيارات السائدة بشكل متزايد، خاصة لدى: . الجيل الجديد. . المغتربين. . سكان المدن. . الطبقة المتوسطة الحضرية. أين تذبح الأضاحي الرقمية ؟ تُنفَّذ الأضحية الرقمية في دول ذات تكلفة منخفضة، حيث تُذبح الأضاحي وتُوزَّع على الفقراء نيابة عن المتبرعين. هل هي أرخص وأسهل أم مجرد «موضة إلكترونية»؟ نعم، هي أرخص وأسهل فعليًا في كثير من الحالات، وليست مجرد موضة رغم وجود بعض المبالغة من بعض الأشخاص، فغالبًا ما تكون الأضحية الرقمية أقل تكلفة من الذبح المحلي، نظرًا لانخفاض أسعار الذبح في الدول المنفذة، على سبيل المثال، قد تتراوح تكلفة الأضحية الرقمية بين 80 إلى 120 دولارًا، بينما قد تتراوح تكلفة الذبح المحلي بين 200 إلى 400 دولار، حسب الدولة. - هل هذه المنصات تع سوقًا موازيًا يهدد مهنة الجزار التقليدي؟ بالفعل يمكن اعتبار منصات الأضحية الرقمية بمثابة «سوق موازٍ»، وقد تُشكل تهديدًا حقيقيًا جزئيًا لمهنة الجزار التقليدي، خاصة في المدن والبيئات الحضرية، وأصبح العديد من المستخدمون الذين كانوا يستعينون بجزار الحي لتنفيذ الأضحية يفضلون خدمات التطبيقات الإلكترونية.