لم أجد فى نتائج اجتماع اتحاد الكرة أمس الأول ما يستحق التعليق غير دعوة المدير الفنى للاتحاد للقاء مسئولى الأندية لبحث مستقبل فرق الناشئين، خاصة مرحلة تحت 20 سنة التى تمثل الرافد الأساسى لتمويل الفرق الرئيسية بأفضل العناصر الشابة، على أن يعرض نتائج هذا الاجتماع متضمناً بطبيعة الحال رؤية أصحاب الشأن فى هذا المجال. والغريب فى الأمر أن مندوبى الأندية طالبوا فى اجتماع الاثنين بزيادة عدد المحترفين الأجانب إلى أكثر من خمسة لاعبين، والسماح بمشاركة نفس العدد فى المباراة الواحدة، وهم يعلمون تمام العلم الخطر الذى يتهدد المنتخبات الوطنية من زيادة عدد الأجانب، لدرجة أن يكون لدى الغالبية خاصة الأهلى والزمالك مشكلة حقيقية فى مركز الظهير الأيسر على سبيل المثال.. وكان من المنطقى أن يرفض المجلس فكرة زيادة العدد، بل التوجه إلى ضرورة الاهتمام بالصاعدين تحت السن، وحبذا لو يكونون فى حدود أربعة أو ثلاثة لاعبين. ولسنا فى حاجة للتذكير بأهمية تواجد أبناء النادى فى التشكيلة الأساسية لأى فريق، من حيث الانتماء والدفاع عن لون الفانلة بأقصى جهد فى اللعب بجانب تعوده منذ الصغر على اللعب باسم ناديه وعلى مواجهة الجماهير فى بطولات جماهيرية فى المراحل السنية المختلفة، وتعوده على الأجواء داخل النادى، لكن هذا الأمر هو الآخر يحتاج لمراجعة اختيارات المدربين والمشرفين القائمين على هذا القطاع، بحيث يتولى المهمة أسماء كبيرة لها تاريخ وإنجازات مع النادى، ليرى الناشئ فيهم القدوة والمثل، وأن يتم إعداد وتأهيل هؤلاء النجوم الإعداد العلمى السليم من خلال الحصول على رخصة التدريب والمعايشة الفنية فى الكثير من الأندية الأوروبية، وضرورة إجادة المدرب للغة أجنبية واحدة على الأقل، ولتكن الإنجليزية التى تعتبر لغة العالم حالياً.. ومن المؤسف أن تجد المدربين فى قطاعات الناشئين بلا تاريخ ولا بطولات، لدرجة أننى لم أتذكر الكثير من الأسماء لأننى لم أشاهدهم فى الملعب، حتى القليل منهم لم يلعب فى الدرجة الأولى مثلاً، مكتفياً بمشاركاته المحدودة غالباً فى نفس القطاع.. وقد يقول البعض إنه ليس بالضرورة أن يكون لاعباً مرموقاً ولا صاحب إنجازات، لكن يكفى أن يكون ممارساً وموهوباً ودارساً.. وهذا شىء جيد، ولكن ليس كل شىء وليس الأهم الذى يتعلق بخبرة اللاعب والتعود على المواقف الصعبة، ومواجهة الجماهير والفرق المنافسة الكبرى، وهذا لا يشعر به غير لاعب شارك فى المستوى الأول وساهم فى حصد البطولات.. كرة القدم أصبحت علماً وفناً وثقافة واسعة وخبرات تراكمية، بجانب مسألة الانتماء التى مازلت أرى ضرورتها، بعد أن تحولت إلى مجرد «اغتراف» لأموال النادى بلا عائد، فى ظل الطفرة التى شهدتها العقود الجديدة، والمبالغة فيها بدرجة غير واقعية ولا منطقية.. العودة لناشئى النادى فكرة ليست مادية فقط وإنما فنية، وتزيد ارتباط اللاعب بناديه لسنوات عديدة ناشئاً وفى الفريق الأول، ويراجع نفسه عدة مرات قبل أن يتحول من لون قميص إلى لون آخر، حتى لو قيل إنه زمن الاحتراف الذى تختفى فيه العواطف.