◄ منار غانم: التطرف المناخي أدى إلى ظهور أنماط جوية غير تقليدية في أوقات غير معتادة ◄ عباس شراقي : تغيرات شمسية لا يمكن التنبؤ بها تؤثر على الظواهر المناخية شهدت محافظة الإسكندرية الساحلية أمس الجمعة، أمطارًا غزيرة تحولت إلى سيول جارفة في عدة مناطق، مما أدى إلى غرق الشوارع، وتوقف حركة المرور وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، وتسببت السيول في خسائر مادية تمثلت في تلف بعض الممتلكات والمحال التجارية، وإرباك كبير في شبكة الطرق، فيما هرعت فرق الإنقاذ والدفاع المدني للتعامل مع البلاغات ومساعدة المتضررين. تفاجأ سكان الإسكندرية بكمية الأمطار التي هطلت في فترة زمنية قصيرة، حيث تحولت الشوارع إلى أنهار جارفة، وصعدت المياه إلى مستويات غير مسبوقة في بعض الأحياء المنخفضة، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر حجم الكارثة، معربين عن استيائهم وقلقهم من تكرار مثل هذه الظواهر. ◄ عوامل متداخلة وأثر التغير المناخي تُعد ظاهرة السيول المفاجئة التي ضربت الإسكندرية أمس، وما شابهها من أحداث مناخية متطرفة تشهدها مناطق مختلفة حول العالم، نتيجة لتضافر عدة عوامل مناخية وجغرافية، مع تزايد تأثير التغير المناخي العالمي. عادةً ما تكون الأمطار الغزيرة المفاجئة مصاحبة لمنخفضات جوية عميقة أو عواصف رعدية عنيفة، في هذه الحالات، تتشكل سحب ركامية ضخمة «غيوم المزن الركامية» تحتوي على كميات هائلة من بخار الماء، وعندما تتوافر الظروف الجوية المناسبة لارتفاع هذه السحب وتكثف بخار الماء بسرعة، يهطل المطر بغزارة شديدة في فترة زمنية قصيرة. ◄ طبيعة المناخ الساحلي للإسكندرية تقع الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها عرضة لتأثير المنخفضات الجوية القادمة من البحر، والتي تحمل معها رطوبة عالية، وعلى الرغم من أن فصل الربيع وأوائل الصيف لا يُعدان موسم الذروة للأمطار في مصر، إلا أن التغيرات في أنماط الطقس يمكن أن تؤدي إلى حدوث أمطار استثنائية في غير أوانها. ◄ ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية تساهم الكثافة العمرانية والمباني الخرسانية في المدن الكبرى مثل الإسكندرية في رفع درجات الحرارة داخل المدينة مقارنة بالمناطق المحيطة بها، هذا الارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يعزز من حركة الهواء الصاعد، ويسهم في تكوين سحب رعدية أكثر قوة، وبالتالي أمطار أكثر غزارة. رغم التحديثات التي شهدتها الإسكندرية، إلا أن شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في العديد من المدن القديمة قد لا تكون مصممة للتعامل مع كميات هائلة وغير متوقعة من الأمطار، عندما تتجاوز كمية المياه الهابطة قدرة هذه الشبكات، يحدث تراكم للمياه يؤدي إلى السيول، وقد تكون الانسدادات في شبكات الصرف بسبب المخلفات الصلبة أحد العوامل المساهمة في تفاقم المشكلة. ◄ التغير المناخي والاحتباس الحراري يُعد التغير المناخي العامل الأبرز الذي يُفسر تكرار واشتداد الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم. يؤدي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات إلى زيادة تبخر المياه في الغلاف الجوي، مما يعني أن الهواء يحمل كميات أكبر من الرطوبة. وعندما تتوافر الظروف المناسبة، يمكن لهذه الكميات الكبيرة من الرطوبة أن تتكثف وتتحول إلى أمطار غزيرة جدًا في وقت قصير، وهو ما يُعرف ب «الأمطار المتطرفة»، كما أن التغيرات في أنماط التيارات الهوائية والضغط الجوي يمكن أن تؤدي إلى تحولات في مسارات المنخفضات الجوية وزيادة وتيرة العواصف. من جانبها، صرحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن البلاد تشهد حاليًا حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، خاصة في المحافظات الساحلية الغربية مثل مطروح والإسكندرية، بالإضافة إلى شمال الوجه البحري، وذلك استنادًا إلى أحدث التوقعات الصادرة عن الهيئة صباح اليوم، موضحة أن هذه الحالة الجوية ناتجة عن امتداد منخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، بالتزامن مع كتل هوائية شمالية رطبة قادمة من البحر المتوسط، إلى جانب منخفض جوي سطحي، مما ساهم في زيادة تأثير الحالة على أغلب المناطق. ◄ أنماط جوية غير تقليدية اقرأ أيضا| أمطار رعدية تضرب الإسكندرية.. والمحافظ يعلن رفع حالة الطوارئ| فيديو وأضافت «غانم»، أن هذا النمط الجوي يُعد غير معتاد في مثل هذا التوقيت من العام، مشيرة إلى أن التغيرات المناخية والتطرف المناخي أديا إلى ظهور أنماط جوية غير تقليدية في أوقات غير معتادة، وهو ما تشهده مصر خلال هذه الأيام. وعن تطورات الحالة الجوية خلال اليوم، قالت إن الأمطار بدأت فجرًا في محافظة الإسكندرية، وكانت خفيفة إلى متوسطة في بدايتها، ثم اشتدت في بعض المناطق، وترافقت مع رياح هابطة أدت إلى زيادة سرعة الرياح على سطح الأرض، ما تسبب في تساقط بعض الأجسام في الشوارع، مشيرة إلى أن السحب بدأت تقل حاليًا فوق الإسكندرية، لكنها تجددت فوق محافظة مطروح، متوقعةً استمرار فرص سقوط الأمطار الرعدية بشكل متفاوت على مختلف المحافظات حتى نهاية اليوم. وتابعت: «ما زلنا نتوقع أمطارًا متقطعة على مناطق متفرقة من مطروح، الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ، والدقهلية، وقد تمتد إلى المحافظات الداخلية جنوب الوجه البحري ولكن بشدة أقل»، مؤكدة أنه مع كل حالة من حالات عدم الاستقرار في الطقس، يتم تفعيل غرف الأزمات في كل محافظة، إضافة إلى غرفة الطوارئ في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، حيث يتم تعيين متنبئ جوي لكل محافظة لمتابعة الأحوال الجوية لحظة بلحظة عبر صور الأقمار الصناعية وخرائط تتبع أماكن سقوط الأمطار. ◄ ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة وفي السياق ذاته، صرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الشمس تشهد نشاطًا كبيرًا يصل خلال 2024، 2025 حيث منتصف الدورة الشمسية رقم 25 التى مدتها 11 سنة وقد بدأت من نوفمبر 2019، وتنتهى 2030، وشهدت الكرة الأرضية ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة وهطول أمطار عزيرة فى أماكن لم تشهد أمطارًا منذ عقود بل مئات السنوات مثل شرق العوينات وتوشكى فى أغسطس 2024. وأضاف «شراقي» في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم»، أن منطقة شرق المتوسط تشهد حالة من عدم الاستقرار فى حالة الجو خاصة على السواحل المصرية الشمالية، بسبب منخفض جوي تقدم من الشمالي الغربي على مرسى مطروح ثم الإسكندرية ومتوقع بعد ظهر اليوم هطول أمطار متوسطة على وسط وشمال الدلتا. اقرأ أيضا| غرق نفق سيدي بشر وسقوط أعمدة إنارة بكورنيش الإسكندرية| فيديو وتابع: «من الطبيعى حدوث منخفضات جوية فى منطقة البحر المتوسط، يصاحبها رياح شديدة وهطول أمطار، وانخفاض فى درجة الحرارة فى حالة الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية». ◄ انفجارات شمسية تسبب اضطرابات مناخية وكشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذه الاضطرابات الجوية يصاحبها حدوث انفجارات شمسية، ووصول التوهج الشمسي من أشعة وجسيمات إلى الغلاف الجوي للكرة الأرضية، مما قد يتسبب فى ظواهر جوية شديدة، مما تسبب في حدوث انفجارين قويين بدرجة «M» الجمعة 30 مايو، أيضا صباح السبت قفد تحدث موجة انفجارات أخرى بدأت بقوة M9 «أقصى درجة فى M وتقسم من 1 الى 9»، ثم استمرت 4 ساعات متصلة على غير العادة فى نطاق M، وانفجارين آخرين بقوة M. وأوضح أن تأثير الانفجارات الشمسية يعتمد على قوتها ومدة استمرارها ومواجهة الأرض، للتوهج وقت وصوله، لكن لا يمكن التنبؤ بتلك الانفجارات الكونية.