واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم السبعين لعودة الحرب مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. وارتكبت قوات الاحتلال فجر أمس، مجزرة مروعة بحق النازحين فى مدرسة فهمى الجرجاوى بحى الدرج، ما أدى لاستشهاد 36 فلسطينياً، إضافة إلى إصابات عديدة نتيجة الحرائق التى اشتعلت بالخيام. اقرأ أيضًا | القسام توجه ضربة إلى جيش الاحتلال في شمال غزة وأظهرت مقاطع مصورة متداولة من الحرائق المشتعلة بخيم المدرسة عددا كبيرا من الأطفال بين شهداء وجرحى، ووصول جثث وأشلاء متفحمة للمستشفيات. وطالت النيران مساحات واسعة من المدرسة واستمرت محاولات الإنقاذ لساعات طويلة.وفى بلدة جباليا شمال القطاع قتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيا من عائلة واحدة إثر غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلى فجر الاثنين، على ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدنى. وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 25 ساعة 38 شهيدا و204 إصابات مشيرة إلى أن الإحصائية لا تشمل مشافى شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول لها. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى53939 شهيدا و122797 إصابة منذ السابع منذ أكتوبر للعام 2023 . وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات 3785 شهيدا و10756 إصابة، وذلك منذ استئناف الحرب فى 18 مارس 2025.ورغم تزايد الضغط الدولى الذى دفع إسرائيل إلى السماح بدخول إمدادات الإغاثة الإنسانية فى ظل تحذيرات من مجاعة وشيكة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال فى الأسبوع الماضى إن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بأكمله. ويقول مكتب الإعلام الحكومى فى غزة إن إسرائيل تسيطر على نحو 77 بالمائة من القطاع سواء عن طريق قواتها البرية أو أوامر الإخلاء أو القصف، مما أبقى السكان بعيدا عن منازلهم. فى الوقت نفسه، أعلن الرئيس التنفيذى لمؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية جاك وود استقالته موضحا أن الظروف الراهنة لا تسمح بتنفيذ برنامج المساعدات دون المساس بمبادئ الإنسانية التى أكد رفضه التنازل عنها. ودعا وود فى بيانه، إسرائيل إلى «توسيع نطاق إيصال المساعدات إلى غزة بشكل كبير ومن خلال كافة الوسائل الممكنة»، كما حث جميع الأطراف المعنية على «مواصلة البحث عن طرق مبتكرة لتوصيل المساعدات دون تأخير، ودون تشتيت، ودون تمييز». وأكد أن «الطريق الوحيد نحو حل طويل الأمد ومستدام يتمثل فى الإفراج عن جميع الأسرى من قبل حماس، ووقف القتال، ووضع مسار نحو السلام والأمن والكرامة لجميع شعوب المنطقة». ولا يُعرف الكثير عن «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب والمسجل مقرها الرئيسى منذ فبراير فى جنيف، لكن الولاياتالمتحدة أيدت هذه المؤسسة من دون أن تكشف عما إذا كانت تسهم فيها بشكل مباشر. أما المؤسس والرئيس التنفيذى للشركة فهو جاك وود الذى عمل قناصا سابقا فى قوات المارينز وخدم فى العراق وأفغانستان، وله عدة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعى يؤكد فيها تعاطفه مع إسرائيل. وفى السياق نفسه، قالت السلطات السويسرية إنها تبحث ما إذا كانت ستفتح تحقيقا قانونيا فى أنشطة مؤسسة إغاثة غزة، وتأتى هذه الخطوة بعد أن قدمت منظمة سويسرية غير حكومية، يوم الأحد الماضى، طلبا للتحقيق فى خطة مؤسسة إغاثة غزة لتوزيع المساعدات، التى عارضتها الأممالمتحدة، قائلة إنها «ليست نزيهة أو محايدة وستؤدى إلى المزيد من النزوح وتعريض الآلاف من الناس للأذى». وقالت منظمة «ترايال إنترناشونال»، وهى منظمة غير حكومية مقرها سويسرا، يوم الجمعة الماضى إنها قدمت مذكرتين قانونيتين تطلبان من السلطات السويسرية التحقيق فيما إذا كانت مؤسسة إغاثة غزة المسجلة فى سويسرا تمتثل للقانون المحلى والقانون الإنسانى الدولى. وتواصل إسرائيل سياسة التجويع الممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطينى بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. فيما وسع الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الماضية حرب الإبادة فى قطاع غزة، معلنا «عملية برية فى شمالى وجنوبى القطاع».