قال الله جل جلاله فى كتابه العظيم: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا» صدق الله العظيم.. رأينا وسمعنا على طول حياتنا فى هذه الدنيا رجالًا ونساء يلهثون خلف جمع الثروة وحصد الأموال ظنًا منهم أنهم بذلك يصنعون مستقبلًا مضمونًا لأبنائهم ونسوا فى خضم ذلك أعداد أبنائهم الذين هم الثروة الحقيقية لأى عاقل ولذلك ترى هناك من أهمل فى تربية أبنائه بحجة إنه كان يكد ويعمل لأجلهم، فتجد الولد الذى تركه بلا مراقبة ولا تحمل مسئولية أى شىء وكل طلباته مجابة ومعه من المال ما جعل البعض يستغله وضمه لشلة المدمنين أو انحرفت الفتاة تشدقًا بالحرية.. كلامى هنا طبعا ليس عامًا ولكن كما ذكرت هناك البعض مما تاه فى الحياة من الوالدين أو الأبناء وليس كلامى دعوة للتواكل أو عدم السعى للرزق وإنما اسعوا بكل قوتكم وعيناكم وعقلكم على أبنائكم وأسرتكم، قدموا لهم الدعم العاطفى وتعزيز الثقة بالنفس والقدوة الحسنة وتعليم القيم وتحمل المسئولية. فالأصح هو التركيز على غرس القيم والأخلاق الحميدة فى الأبناء، إلى جانب تعليمهم أهمية الادخار والمسئولية المالية. فالقيم مثل الصدق، والاحترام، والتعاون، والعمل الجاد، تعتبر أساسًا لبناء شخصية قوية ومتزنة.. المال وحده لا يكفى لضمان نجاح وسعادة الأبناء، بينما القيم والمبادئ تمنحهم القدرة على مواجهة التحديات واتخاذ القرارات السليمة. والادخار والتعامل الحكيم مع المال جزء من هذه القيم، لكن يجب ألا يكون التركيز الوحيد. بالنهاية، مزيج من القيم الحميدة والتعليم المالى السليم يمكن أن يهيئ الأبناء لمستقبل أفضل، فهم ثروتنا وثروة بلدنا الحقيقية.. ولكن إذا جمعت المال من طرق مشروعة أو غير مشروعة وورثها الأبناء فلن يتحملوا عنك وزر عدم تربيتهم أو المال الحرام.. تصدقوا وادخروا للآخرة، فلن يدفع الثمن أو يثاب بعملك غيرك.. وسأقتبس من كلمات الشاعر سيد حجاب بعض أبياته لتؤكد ما نطرحه عليكم فقد قال: المال تجيبه الريح وتاخده الهوايل أما البنون يوم الحساب بيفتونا.. لو كان مال قارون كله زايل ولا غير عمايل الخير يا هووه انجدونا.